يومًا تلو الآخر تتلقى عصابة الدوحة، العديد من الصفعات، بعد فضح تمويلاتها المستمرة لجماعات الإرهاب فى المنطقة، وفى يناير الماضى أصدرت الحكومة الموريتانية، قانونًا ينص على تحديث آليات الرقابة؛ بهدف محاربة غسيل الأموال، وإنشاء لجنة وطنية لمكافحة تمويل الإرهاب. وسعت الحكومة الموريتانية، إلى تجفيف منابع الإرهاب، عن طريق تتبع الأموال المتدفقة للجمعيات الخيرية التابعة للإخوان فى البلاد، وتأتى حملات الإغلاق الجديدة للجمعيات المحسوبة على التنظيم، فى سياق حملة انطلقت فى 24 سبتمبر 2018، سبقها تصريحات للرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز فى 20 سبتمبر من العام نفسه، اتهم فيها جماعة الإخوان بتدمير البلاد، والعمل على خدمة أجنداتهم ومصالحهم بالتعاون مع بعض الدول الراعية للإرهاب. ومثل ذلك القرار، ضربة موجعة لقطر، إذ تمول الدوحة عددًا كبيرًا من الجمعيات الخيرية فى البلاد، منها «مركز تكوين العلماء»، وجامعة «عبد الله بن ياسين» اللتان يرأسهما الإخوانى «محمد الحسن ولد الددو»، وجمعية «يد بيد»، التى تنشط فى المجال الاجتماعى والثقافى، وجمعية «الإصلاح للأخوة والتربية»، وجمعية «الخير للتنمية». وعملت قطر على استخدام غطاء الجمعيات الخيرية فى موريتانيا، حتى تجد لها موطئ قدم فى البلاد، وتسعى منظمة «الوعي» الخيرية، المتعاونة مع جمعية قطر الخيرية، التى يديرها حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني، لأن تكون شريكًا أساسيًّا لتقريب وجهة النظر القطرية للشعب الموريتاني، عن طريق اتخاذ الأعمال الخيرية ستارًا لها، مثل كفالة الأيتام وتمويل مشروعات تخدم التنمية المحلية. وكان تقرير صادر عن موقع «بورتال»، الأسبوع المنصرم، أكد أن المحاولات القطرية للتدخل فى موريتانيا تستهدف زعزعة الاستقرار، عبر تمويل مراكز تعزز الإيديولوجية التكفيرية، وإنشاء كيانات، تحت ستار الجمعيات الخيرية، على الرغم من أن نشأة الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية تستهدف بالأساس مساعدة الإنسان للبقاء على قيد الحياة وتحسين ظروفه المعيشية، وتلبية ما ينقصه من احتياجات، إلا أن الدوحة سخرت أموالها لتحويل تلك الجمعيات إلى قواعد للإرهاب. التوغل الناعم يقول هشام النجار، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية: إن الاستراتيجية العامة التى تنتهجها قطر هى التوغل الناعم فى البلاد تحت ستار دعم المنظمات والجمعيات الخيرية، مؤكدًا فى تصريح خاص ل«البوابة»، أن قطر استغلت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تعيش فيها موريتانيا، وقدمت الدعم اللازم للجمعيات الإخوانية، مضيفًا أن جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة والسلفية الجهادية، هى الجماعات التى تتلقى أموالًا من الدوحة على الترتيب، عن طريق الجمعيات الخيرية التابعة لنظام تميم فى موريتانيا.