«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رياح البيت الأبيض.. تُطيح ب«العمائم السوداء»

في خطوة تصعيدية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، لتقليم أظافر إيران التي تسعى لبسط نفوذها الإقليمي على الشرق الأوسط، علاوة على عدم تنازلها عن تطوير برامجها النووية، فرضت واشنطن، عقوبات جديدة على طهران؛ كان آخرها قرار وقف العمل بالاستثناءات التي كانت أمريكا قد منحتها إلى ثماني دول لمواصلة شراء النفط الإيراني، وذلك اعتبارًا من الثاني من مايو المقبل، إضافة إلى إيقاف صادرات النفط الإيرانية مع إجبار شركات عالمية على وقف تعاملها مع إيران عبر التهديد بملاحقتها قانونيًّا وتجاريًّا بفرض رسوم إضافية إذا لم تستجب لدعوات البيت الأبيض. ما يخلق ترديًا في الحركة الاقتصادية الإيرانية، ومنعًا لاستمرار دعم المرشد لأذرعه الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، وتأتي قرارات البيت الأبيت بمثابة الرياح التي تطيح بالعمائم السوداء التي يرتديها وكلاء إيران في المنطقة. وينعكس ذلك بالضرورة على وجه الشارع الإيراني الذي يبدوا ساخطًا على حكومته وممارساتها الداخلية والخارجية، بينما يقف نظام الملالي مكتوف الأيدي، محاولًا السيطرة على شتاته الاقتصادي والسياسي، عبر خطوات فاشلة تترك المرشد الإيراني خائفًا من احتراق كرسيه والإطاحة بعمامته. وفي هذا الملف يستعرض «البوابة» أهم وأبرز آثار العقوبات الأمريكية ضد حكومة طهران، وانعكاساتها على التنظيمات التي تدعمها في منطقة الشرق الأوسط.
ترامب
إرهاب واحد ومصالح متبادلة بين الكيانين الإيرانى والعراقى
قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- بكل وضوح- مواجهة الخطر الإيراني في الشرق الأوسط، بعد أن أساء نظام الملالي استغلال اتفاق البرنامج النووي الذي وقعه مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية في عهد باراك أوباما؛ حيث تدخلت طهران بشكل سافر في شؤون دول الجوار، ودعمت ميليشياتها الإرهابية لتقويض الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وخلال الشهرين الماضيين، طبق ترامب عقوبات متنوعة على حكومة العمائم السوداء الخمينية، ففي 22 مارس 2019، استهدفت عقوبات أمريكية البرنامج النووي الإيراني والقوى المحلية الفاعلة به، وشملت القائمة الأمريكية 14 فردًا و17 كيانًا محليًّا و31 عالمًا نوويًّا ومركزًا للأبحاث والتطوير محلي.
وبعدها بأربعة أيام، وتحديدًا في 26 مارس 2019، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية توقيع عقوبات جديدة على طهران، استهدفت أذرع اقتصادية داعمة لإيران، سواء كانت محليَّة أو إقليميَّة كتركيا، وشملت القائمة الجديدة 25 فردًا، وشركة ذات صلة بنظام الملالي، مثل شركة أطلس للصرافة، وبنك أنصار الإيراني.
وفي 8 أبريل 2019، أعلن الرئيس الأمريكي تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابيَّة، في خطوة غير مسبوقة في التعامل مع منظمة بصورة كاملة، وقالت ترامب في قراره: «إن هذه الخطوة غير المسبوقة جاءت لتعزيز حقيقة أن إيران ليست دولة راعية للإرهاب فحسب، بل إن الحرس الثوري الإيراني يشارك بشكلٍ كبيرٍ ويمول ويشجع الإرهاب كأداة للحكم».
عقوبات مثمرة
ووفقًا لتقارير صحفية، فقد أثرت العقوبات المفروضة من الإدارة الأمريكية الحالية على 960 مؤسسة وشخصية ومركزًا إيرانيًّا أو ذي صلة بطهران، بواقع 50 بنكًا، و200 شخصية، وعدة سفن بقطاع الشحن، و56 طائرة تابعة لخطوط الجو الإيراني «إيران إير»، و25 مصرفًا إيرانيًّا، وعدة مؤسسات ذات صلة بالبرنامج النووي.
ولم يتأثر الداخل الإيراني فقط بتلك العقوبات؛ لكنها امتد التأثير إلى الميليشيات الإرهابيَّة التي تدعمها إيران في الدول العربية، مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وغيرها، وتمحور التأثير بصورة رئيسية في ضعف الدعم السياسي والاقتصادي القادم من طهران إلى تلك الميليشيات.
قاسم سليماني
الحشد والحرس.. إرهاب واحد ومنفعة متبادلة
«الأخ قاسم سليماني والقادة الإيرانيون فتحوا مخازن الأسلحة أمام العراقيين وزودونا بكل ما كنا نحتاج إليه»، هكذا عبر أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، عن ما اعتبره الفضل الإيراني في مواجهة تنظيم داعش وتخليص العراق منه، وذلك في احتفالية بعنوان «دمنا واحد»، أقيمت في بغداد لتكريم المقاتلين الإيرانيين، الذين حاربوا ضد داعش.
وهكذا يمكن اكتشاف مدى عمق العلاقة بين الحشد الشعبي من جهة، والحرس الثوري الإيراني من جهة أخرى، وهو ما دفع بعض المُتابعين للشأن العراقي إلى اعتبار أن العقوبات الأمريكية ضد الحرس الثوري تؤثر على الحشد العراقي بصورة أكبر من تأثيرها على الحرس الثوري.
وعلى الرغم من أن هذه العلاقة قائمة على المنفعة المتبادلة، ولو بصورة كاذبة؛ حيث دفعت العراق قيمة جميع الأسلحة التي تم استيرادها من طهران، وفقًا لتصريحات حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي السابق، والمسؤول عن ملف تسليح القوات العراقية في حربها ضد تنظيم داعش، فإنها مازالت قائمة وبصورة كبيرة.
واستغل الحرس الثوري الإيراني قوة علاقة قادته، وفي مقدمتهم قاسم سليماني، بقادة الفصائل الرئيسية في الحشد الشعبي، في فتح مشاريع اقتصادية متعددة داخل الأراضي العراقية، مثل الفنادق التابعة له في محافظتي كربلاء والنجف، والمستشفيات والمجمعات التجارية في بغداد.
الحشد الشعبي في مرمى العقوبات الأمريكية
لم يكن الحشد الشعبي العراقي بعيدًا عن العقوبات الأمريكية المُتلاحقة ضد نظام الملالي خلال فترة الإدارة الأمريكية الحالية؛ حيث استهدفته إدارة أوباما أكثر من مرة باعتباره جزءًا من الميليشيات الإرهابية المدعومة من طهران، وكذراع تخريبية يستخدمه الملالي في تدمير دول الجوار، والتدخل في شؤونها.
ومن ضمن العقوبات، ما تم فرضه في 7 أغسطس 2018، وأكدته السفارة الأمريكية في بغداد، التي أكدت ضرورة احترام طهران لسيادة الحكومة العراقية على أرضها، والسماح لها بنزع سلاح الميليشيات الطائفية، وتسريحها، وإعادة دمجها، وذلك إشارة إلى قوات الحشد الشعبي العراقي.
وكذلك مصادقة مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون، في نوفمبر 2018، يسمح لدونالد ترامب بفرض عقوبات على جميع التنظيمات الإرهابية التابعة لنظام الملالي في العراق، التي تعمل على تهديد أمن واستقرار بغداد، وعلى رأس تلك التنظيمات فصائل الحشد الشعبي.
وأكدت الحكومة الأمريكية لنظيرتها العراقية ضرورة إلغاء اعتراف الأخيرة بالحشد الشعبي كقوة وطنية تابعة لرئيس الوزراء، وذلك لاستثناء بغداد من تطبيق العقوبات الأمريكية، وذلك بسبب محاولة الحشد تأمين الحدود مع سوريا، ما يفتح الباب أمام طهران إلى الهروب من العقوبات.
سيناريوهات محتملة
تضييق العقوبات الأمريكية على إيران، الخناق على ميليشيات الحشد الشعبي خصوصًا، والحكومة العراقية عمومًا، وهناك عدة سيناريوهات مطروحة للفترة المقبلة:
1- يعلن الحشد الشعبي فك ارتباطه بالحرس الثوري الإيراني، ويعلن نفسه كقوة سياسية عراقية، وهو الأمر الذي يعد مستحيلًا؛ لأنه يتطلب إجراء تغييرات كبيرة على المستوى الإداري للحشد، وكذلك على مستوى الدعم الاقتصادي والعسكري.
2- ترفع الحكومة العراقية غطاء دعمها واعترافها بالميليشيات الإرهابية، وذلك بهدف تجنب الحرج السياسي أمام الولايات المتحدة الأمريكية؛ لأن دخول العقوبات الأمريكية على الأذرع الإيرانية حيز التنفيذ يعني فرضها بصورة ضمنية على الحكومة.
3- استمرار العلاقة بين الحشد الشعبي والحرس الثوري، وغض الحكومة العراقية الطرف عما يقوم به من ممارسات، ما يفتح بابًا أمام نظام الملالي للهروب من العقوبات، ما يمنح الحكومة الأمريكية العذر المناسب لتشديد الخناق على الشعب العراقي.
الباحث أسامة الهتيمي
حلول مطروحة
وقال الباحث أسامة الهتيمي، الباحث في الشأن الإيراني، في تصريح خاص ل«البوابة»، الحشد الشعبي العراقي عبارة عن عدة فصائل يتجاوز عددها ال65، وتم تأسيسه بناء على فتوى المرجعية الشيعية العليا في العراق على السيستاني، بعد سيطرة داعش على مساحات شاسعة من العراق في 2014.
وصرح أسامة بأن هذه الميليشيا نجحت في أن توجد لنفسها بدائل مالية وتجارية، بعد سيطرتها على الكثير من المؤسسات والمصالح، التي تدر دخلًا كبيرًا عليها، وبالتالي فهي لم تعد تعتمد في مدخولاتها المالية بشكل كبير على الدعم الإيراني؛ حيث بلغت ميزانيتها 2 مليار دولار.
وحول الحل للأزمة، يقول أسامة: الحل الوحيد لتفادي مثل هذه التأثيرات هو أن تغض هذه الميليشيات المؤسِّسَة للحشد الشعبي الطرف عن العقوبات الأمريكية، وأن تتجاهل ممارسة ضغوط على الحكومة لرفض هذه العقوبات، وهو وفق ظني حلٌ مستحيلٌ لا يمكن للميليشيا العراقية اللجوء لها، فالرابط بين هذه الميليشيا والدولة الإيرانية يتجاوز حدود المصالح السياسية والاقتصادية فعموده الفقري هو الأيديولوجيا.
الفرار الكبير.. عصابات الحوثى تهرب أمام الجيش وقوات التحالف
مع توالي انتصارات الجيش اليمني بمساندة التحالف العربي على الأرض، يضيق الخناق على ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًّا؛ حيث تكبدت الميليشيا الانقلابية في الأشهر الأخيرة الكثير من الخسائر الفادحة، سواء على الجانب البشري، أو على مستوى المعدات والأسلحة، فضلًا عن تراجعها في العديد من الجبهات.
وفي الأيام الأخيرة واصلت القوات المشتركة تقدمها في جبهات شمال، وغرب الضالع جنوب اليمن؛ حيث تمكنت من السيطرة على منطقة بيت الشرجي بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي، كما تمكنت القوات من تأمين منطقة سائلة حطب بالكامل.
ومع انتقال المعارك من قطاعات واسعة في شمال وغرب الضالع إلى مناطق متقدمة باتجاه شرق محافظة إب، قصفت مدفعية القوات المشتركة مناطق نقيل قبوان، ومديرية النادرة الجنوبية التابعة لمحافظة إب.
انهيار الدعم الإيراني
ووسط الهزائم والضربات المتتالية التي تتلقاها ميليشيا الحوثي الإيرانية، يبقى السبب الأكبر في تلك الانكسارات هو انخفاض وندرة الدعم الذي يأتي إليها من نظام الملالي؛ حيث إن مساعدات طهران لوقف عملية بتر ذراعها باليمن باتت ضئيلة، ما يجعل مسألة دحر العناصر الحوثية الإرهابية أصبحت مسألة وقت.
وفي تصريح خاص ل«البوابة»، قال السياسي اليمني والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، كامل الخوداني، إن ميليشيا الحوثي تنفذ مخطط لتغيير هوية الشعب اليمني، عبر شعارات وخرافات مؤسس الجماعة الكهنوتية حسين الحوثي.
وأضاف «الخوداني» ل«البوابة»، أن ما يعيشه اليمن اليوم من عبث الحوثي يهدف إلى هدم المجتمع، وتأسيس النهج الإمامي وفقًا لرؤية الخمينية، مؤكدًا أن ميليشيا الحوثي تسعى لتطبيق نموذج الخميني بعد إسقاط نظام الشاه في اليمن، عبر حوثنة القضاة والتعليم والاقتصاد والإعلام والدين والجيش والأمن، بما يؤهل بصناعة جيل يدين لها بالولاء، موضحًا أن دحر تلك الميليشيا الحوثية وإنهاء انقلابها هو الحل الأفضل لإنهاء مخططاتها في اليمن، وإنقاذ البلاد من الحوثنة والخمينية.
وأشار إلى أن الإيرانيين لن يتخلوا على الإطلاق عن دعم الحوثيين الانقلابيين، خاصةً أن الأحداث كشفت أن هذه الميليشيا تحقق الأهداف الإيرانية المنشودة حتى الآن، من حيث ممارسة الضغط على المملكة العربية السعودية، واستنزاف الكثير من قدراتها ومقدراتها العسكرية والمالية، وهو ما يفسر تعمد الحوثيين مرارًا وتكرارًا إفشال أدوار مبعوثي الأمم المتحدة في اليمن منذ سنوات، التي كان آخرها محاولة المبعوث الدولي مارتن جريفيث لرعاية مباحثات في السويد منذ أسابيع.
براين هوك
«هوك»البيت الأبيض عقل واشنطن لعزل طهران عن أذرعها الإرهابية
في منتصف أغسطس 2018 أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، تشكيل «مجموعة عمل بشأن إيران»؛ بهدف فرض احترام العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد طهران، مع إمكانية فرض عقوبات على الدول التي لا تلتزم بإجراءات واشنطن، على أن يرأس المجموعة براين هوك، المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، كما سيُكلَّف بإدارة وإعادة تقييم وتنسيق كل جوانب نشاطات وزارة الخارجية المرتبطة بإيران.
الوجه الأمريكي الجديد، بحسب مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، يتمتع بذكاء سياسي كبير ولديه خبرة كبيرة في الملف الإيراني؛ حيث أشرف على مباحثات واشنطن مع حلفائها الأوروبيين بشأن طهران، قبل وبعد إعلان الرئيس دونالد ترمب انسحابه من الاتفاق النووي في مايو الماضي، كما أجرى محادثات حول إيران مع مسؤولين بريطانيين وفرنسيين وألمان.
وفي تصريح له عن «هوك»، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: إن مهارته الدبلوماسية وخبرته في السياسة الإيرانية، تجعله خيارًا رائعًا لقيادة مجموعة العمل حول إيران؛ إذ قاد جهود الخارجية الأمريكية مع الحلفاء في أوروبا وآسيا؛ لإقناعهم بوقف استيراد النفط الإيراني.
العقل الأمريكي النشط، أوضح- في تصريح له- أن الهدف من مجموعة العمل هو فرض احترام الدول الأخرى للعقوبات الاقتصادية على إيران، التي أعاد الرئيس الأمريكي العمل بها بعد انسحابه من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين طهران والقوى الدولية الكبرى، مؤكدًا أن خلية العمل مصممة على القيام بجهد عالمي كبير ليغير النظام الإيراني سلوكه.
«هوك» كشف أن الولايات المتحدة تسعى إلى خفض واردات النفط الإيراني ليصل إلى الصفر، ما يسهم في توقفها وتراجعها عن تمويل الميليشيات الإرهابية في مختلف دول منطقة الشرق الأوسط خلال العقدين الأخيرين؛ حيث تسببت العمليات الإرهابية التي نفذتها تلك الميليشيات في سيل من العنف وزعزعة الاستقرار.
وبحسب ما نشر موقع وزارة الخارجية الأمريكية، فإن «هوك» كان يشغل منصب مدير دائرة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية، وهو أحد أكثر المناصب نفوذًا وتأثيرًا بالوزارة، كما شغل عددًا من المناصب الإدارية العليا في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن.
«حزب الله» يتسول المساعدات ويفضح أكذوبة الصمود الإيرانى
بدأ حزب الله، ذراع إيران في لبنان ومعقل الميليشيات المدعومة من نظام الملالي في الشرق الأوسط، حملة جمع تبرعات بحثًا عن مصدر تمويل جديد؛ تزامنًا مع تهديدات جادة بجفاف منبع تمويله من نظام الملالي الذي يتعرض لعقوبات اقتصادية قاسية من الولايات المتحدة الأمريكية كافية بوقف إمداداته لميليشياته التابعة وأولها حزب الله.
وبعد 3 أيام فقط من إعلان البيت الأبيض خطة تصفير صادرات النفط الإيراني، بدأ حزب الله، تثبيت صناديق تبرعات في شوارع لبنان وعلى أعمدة الكهرباء؛ حيث تسول حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، التبرعات من مُناصريه في خطاب له قال فيه: «أعلن اليوم الحاجة إلى المساندة والدعم الشعبي.. والتبرعات مطلوبة لدعم أنشطة الحزب»، وتحمل تلك الصناديق عبارة «لتجهيز المجاهدين وشراء الذخائر».
ترامب يفتح النار
وفتحت إدارة ترامب النار على نظام الخميني، وأذرعه الإرهابية المدعومة منه ماليًّا ولوجيستيًّا، وتعمل لتحقيق مطامعه في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان أن: «واشنطن تسعى لقطع تدفق المال الإيراني على حزب الله اللبناني».
وقالت الوزارة إن: « مداخيل حزب الله تصل إلى نحو مليار دولار سنويًّا تتأمن عبر الدعم المالي المباشر الذي تقدمه إيران، والمبادلات والاستثمارات الدولية، وعبر شبكة من المانحين ونشاطات مشبوهة لغسيل أموال».
وقد أوردت وزارة الخارجية أسماء أبرز الممولين المفترضين لحزب الله الذين تسعى «واشنطن» للحصول على معلومات عنهم، ومنهم «أدهم طباجة» و«محمد إبراهيم» و«علي يوسف شرارة»، والثلاثة حاليًّا على اللائحة الأمريكية السوداء للإرهابيين الدوليين.
وفي السياق ذاته شددت الخزانة الأمريكية على أن: «إيران تستخدم الإرهاب كأداة أساسية لتسيير الدولة، بينما حزب الله يحاول التخفي وراء قناع الدفاع عن لبنان»، مؤكدة أنها: «ستواصل الضغط على إيران ووسطائها في المنطقة».
حسن نصر الله
مكافآت العدالة الأمريكية
ولمواجهة تدفق الأموال الإيرانية لحزب الله، رصدت إدارة ترامب، 10 ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومات تعرقل التمويلات التي تتلقاها الميليشيات بزعامة حسن نصر الله.
وأعلنت كلٌّ من وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين، أن «المكافأة ستُدفع لمن يُدلي بمعلومات مثل أسماء المُتبرعين لحزب الله ومموليه أو سجلات بنكية أو إيصالات جمارك أو دليل على تعاملات عقارية».
وسيقدم المكافأة برنامج «مكافآت العدالة»، الذي يبادل بالنقود أي معلومة تؤدي إلى تحديد مواقع الإرهابيين المطلوبين، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها البرنامج لاستهداف شبكة مالية، فمنذ بدايته عام 1984، قدم برنامج «مكافآت العدالة» ما يزيد على 150 مليون دولار لأكثر من 100 شخص قدموا معلومات عن إرهابيين أو منعوا وقوع هجمات إرهابية.
وحزب الله، جماعة شيعيَّة مُسلحة، وحزب سياسي مقره في لبنان، أُسِّس في 1982، يتبعه جناح عسكري هو مجلس الجهاد، وجناحه السياسي هو حزب «كتلة الوفاء للمقاومة» في البرلمان اللبناني، يترأسه حسن نصر الله في منصب الأمين العام منذ عام 1992، بعد وفاة عباس الموسوي. وبخلاف الفرع اللبناني وهو الأقوى والأكثر حظًّا في الدعم الإيراني، فإن طهران سعت لخلق أذرع مشابهة لحزب الله في عددٍ من الدول، أبرزها دول الخليج مثل البحرين والعراق واليمن والكويت؛ إضافة إلى فروع في أمريكا اللاتينية ووسط وشرق آسيا وأفريقيا، مثل الأرجنتين ونيجيريا وفنزوريلا والبوسنة والهرسك وباكستان وأفغانستان. وتدعم إيران حزب الله بنحو 700 مليون دولار سنويًّا، وفقًا لتقديرات وكالة بلومبرج؛ لكن الوكالة أشارت في تقرير الشهر الجاري، إلى أنه مع تطبيق الموجة الجديدة من العقوبات الأمريكية فإن قدرة طهران على الاستمرار بهذا النهج أصبحت تتضاءل تحت ضغط قرارات ترامب.
أكذُوبة الصمود والتاج المحطم
وفي تصريح ل"البوابة"، قال أسامة الهتيمي، الباحث في الشأن الإيراني: إن العقوبات الأمريكية على إيران سيكون لها تأثيرها وانعكاسها السلبي على الدعم الإيراني المالي واللوجستي لأذرعها وميليشاتها في دول المنطقة؛ خاصة حزب الله اللبناني، الذي يُعد إحدى أقدم هذه الأذرع وأهمها حتى أن البعض يحلو له أن يسميه «درة التاج الإيراني».
وأضاف أن «حجم التمويل الإيراني للحزب كبيرٌ إذ ما تم النظر إلى تردي الأوضاع الاقتصادية ومعاناة الشعب الإيراني، الذي عاش لسنوات طويلة في ظل العقوبات الأمريكية والدولية، التي بدأت أولى موجاتها في السنوات الأولى من ثمانينيات القرن الميلادي الماضي».
أضاف الهتيمي، أن أثر العقوبات الأمريكية على إيران فيما يخص علاقتها بحزب الله اللبناني قد ظهرت بوادره حتى من قبل بدء تطبيق إلغاء الإعفاء؛ حيث اضطر الحزب إلى اتخاذ عددٍ من الإجراءات التقشفية التي تستهدف بالأساس تقليل النفقات، منها مثلًا تخفيض الرواتب للعاملين لدى الحزب والتشجيع على التقاعد، وإلغاء بعض المهمات والنشاطات ذات التكلفة المالية العالية؛ فضلًا عن دعوة الأمين العام للحزب حسن نصر إلى الجمعيات الخيرية بجمع تبرعات للحزب، التي وبحسب إحصائيات غير رسمية لن يتجاوز مردودها توفير نحو 40٪ من احتياجات الحزب.
ومن المتوقع أن تزداد صرامة العقوبات الأمريكية على نظام الملالي، بما يجعلها أزمة أكثر تحديًّا في الداخل في ظل اضطرابات متقطعة لمدة 18 شهرًا؛ حيث تدهورت مستويات المعيشة مع انهيار العملة.
ويقول روبرت فورد، السفير السابق للولايات المتحدة في سوريا وهو الآن أستاذ بجامعة ييل: إن ترامب يعتقد «أن أوباما كان لينًا للغاية.. لا تتوقع ضغوطًا أمريكية أقل، توقع المزيد».
ويقول محللون: إن الإجراءات الأمريكية الأخيرة من غير المُرجح أن تُجبر إيران على تقليص أثرها في النزاعات الإقليمية على الفور؛ لكن الخطوات ستزيد من التحديات الهائلة التي تواجه حكام البلاد في الوقت الذي يسعون فيه إلى استقرار اقتصادي والحفاظ على دعم الحلفاء. من هنا كان قلق «حسن نصر الله».
وذكرت بلومبرج في تقرير نشرته 25 أبريل تحت عنوان « صناديق التبرعات التابعة لحزب الله تُظهر أن عقوبات ترامب تؤذي إيران» أن العقوبات الأمريكية قلصت بالفعل عائدات إيران من النفط، وساعدت على انخفاض قيمة الريال بنسبة 60٪ على مدار عام.
بحر من الركود
ويقول صندوق النقد الدولي: إن إيران تغرق في بحر عميق من الكساد والركود لها منذ عام 2012، عندما بلغت العقوبات الأمريكية التي فرضها باراك أوباما ذروتها. فيما وصف ماثيو بك، كبير المحللين العالميين في شركة ستراتفور انتربرايزس الاستشارية ومقرها تكساس، مستوى «الألم» المالي الذي سيواجهونه مع هذا المستوى من العقوبات بأنه «لم يسبق له مثيل».
وأشار الهتيمي، إلى أن ميليشيات حزب الله لديها مصادر بديلة؛ حيث نجح إلى حدٍّ كبيرٍ في أن يتجاوز في أنشطته المالية حدود لبنان الجغرافية فأسس له شركات في أمريكا اللاتينية وأفريقيا والعديد من دول العالم لم يلتزم خلالها بأي معايير قيمية أو قانونية فاشتملت أنشطته المالية على غسيل أموال وتجارة مخدرات وسلاح وغير ذلك مما بدأ تتنبه إليه بعض الدول التي تمارس فيها هذه الأنشطة.
وتبرز ورقة الميليشيات الموالية لإيران كواحدة من أهم أوراق الضغط إذ لا تنحصر علاقة إيران بهذه الميليشيات في جانبها الاقتصادي أو السياسي فحسب؛ بل ثمة بعد أيدلوجي يربط بينها وبين إيران، ما يعني أن يلتزم قادتها بخط الولاء الفقيه الذي ينظرون إليه باعتباره نائبًا عن الإمام الغائب ولا يمكن مخالفته، بل وتقديم الغالي والنفيس من أجل تنفيذ أوامره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.