تحولت وجهته من صناعة مراكب الصيد والسياحة، إلى صناعة الأنتيكات والتحف، لتظل «الورشة» التى شهدت صناعة أجود المراكب منذ أكثر من نصف قرن، مصدرًا لكسب قوت عماله، تزينت واجهتها برسومات القوارب وأطواق النجاة، لتجسيد تراث الصيادين السكندريين، وحكاياتهم العتيقة التى يرويها البحر المتوسط، وتحولت الورشة بمنطقة الأنفوشى «أم صناعة المراكب» لمتجر لبيع الأنتيكات، بعدما جبر سوق المراكب. «إبراهيم القبطان» النجار الستيني، قضى من عمره 40 عامًا فى صناعة مراكب الصيد والسياحة التى ورثها عن والده، لكنه توقف منذ عقد من الزمن، بعد توقف تراخيصها، ولم تعد صالحة للبيع، ليجعل المراكب الأنتيكات مصدر رزقه، فأقبل عليه السياح لشرائها، وبذلك تحولت ورشته لمتجر لشتى أنواع المراكب والسفن، واستبدل خامات المراكب الحقيقية بالخشب السويدى، وجعل أشرعتها من الجلد المطرز بالخرز والخيوط الرقيقة والكباسين. يقول «القبطان»: عاصرت مجد صناعة السفن والمراكب السياحية والصيد، وكانت «الأنفوشي» المنفردة بتصديرها فى كل مدن مصر الساحلية، إلى أن توقفت التراخيص واقتصرت على «النزهة»، لذا لجأت لصناعة الأنتيكات بعدما جبرت سوق المراكب، لناكل عيش، وتخلت الجهات المسئولة عنا، رغم كوننا مصدر دخل قومي، فصناعتنا لمراكب الصيد تزيد الثروة السمكية، كما أن المراكب السياحية تعزز السياحة. ويضيف: «أنا نجار بدرجة فنان، لأن الأنتيكة لازم تجذب النظر، صحيح حجمها يبدأ بحجم كف اليد وتزيد لتصل إلى متر، إلا أنها تتطلب فنًا وتستغرق وقتًا ومجهودًا، كلها من تصميمي، كما أن صناعة 5 قطع تستغرق يومًا كاملًا، أبيع الواحدة حسب حجمها بدءًا من 25 جنيهًا، وزبائنى من الأجانب العرب والأوروبيين الذين يقصدون قلعة قايتباى ومنطقة بحرى الجميلة، ويسعدنى شراء السكندريين للأنتيكات أكثر من الأجانب، وهذا يدل على اعتزازهم بتراثنا. ويختتم «القبطان»: «أتمنى أن تعود صناعة مراكب الصيد والسياحة، لأنها كما تسهم فى إنعاش دخل العاملين بها، فهى تسهم فى الدخل القومى لمصر، وسأدمج بين صناعة الأنتيكات والمراكب الحقيقية، لأن اللى «داق فن صناعة التحف» لن يتخلى عنها أبدًا، خاصة أنى أصنع كل أشكال المراكب التى تعد متنفسًا لى من هموم الحياة».