الطب الشرعي.. "حاسم القضايا" يحدد أسباب وزمن الوفاة.. والحكم بعد الاطلاع على التقرير

الطب الشرعى هو الكاشف الحاسم فى كال القضايا التى يحيلها القضاء إليه، حيث تمر الجثث بعدة مراحل حتى تصل إلى التحلل الكيميائى ويستطيع خبراء الطب الشرعى أن يحددوا أسباب ووقت وقوع الوفاة بالدقيقة حتى إذا مر على الوفاة سنوات، فيعتمد الطبيب الشرعى على عدة عوامل يقوم من خلالها بتحديد أسباب الوفاة سواء كانت طبيعية أو بها شبهة جنائية.
يقول دكتور إحسان كميل جورجي، رئيس مصلحة الطب الشرعى الأسبق وكبير الأطباء الشرعيين، إن تقرير الطب الشرعى يجب أن يتضمن أسباب الوفاة وذكرها تفصيلًا، فإذا كانت الوفاة ناتجة عن طعنة محددة فيجب ذكر موضع الإصابة وعمقها، أما إذا كانت ناتجة عن مرض معين فيجب ذكر نوع المرض والحالة التى كانت بها الجثة، ويسجل كل ذلك بتقرير الطب الشرعى وشهادة الوفاة، بالإضافة إلى أن هناك علامات بالجثث يمكن أن يُحدد من خلالها إذا كانت الوفاة طبيعية أم بها شبهة جنائية، فإذا كانت يد الجثة تقبض بشدة على شىء ما فى قاع الماء فتكون الوفاة نتيجة الغرق، أما إذا كانت الجثة تقبض بشدة على شىء ما يخص الجانى فيتبين مقاومة المجنى عليه، وإذا كانت الجثة تقبض بشدة على السلاح فتكون الوفاة نتيجة الانتحار، حيث لا يستطيع للجانى أن يضع سلاح الجريمة فى يد الجثة بعد قتلها، لأن بعد الوفاة مباشرة يحدث ارتخاء للعضلات.
وأضاف كبير الأطباء الشرعيين الأسبق، أنه بعد وقوع الوفاة تمر الجثة بمرحلة البرودة وهى أن الجسم يبدأ فى أخذ نفس درجة حرارة الأحشاء الداخلية، ثم يترسب الدم فى أحد أجزاء الجثة، ثم تتصلب العضلات وتعود للتراخى مرة أخرى فى فترة 36 ساعة من وقوع الوفاة، ثم مرحلة انتفاخ الجثة لتبدأ فى التحلل بعد مرور أسبوع على وقوع الوفاة، مشيرًا إلى أن لون بشرة الجثة عامل أساسى فى تحديد سبب وزمن الوفاة لأن البكتيريا تتجمع فى البشرة وتعطيها لونا أخضر ثم يندرج هذا اللون على المعدة ثم اليدين والقدمين وهذا يتم بعد مرور 48 ساعة على الوفاة، أما بعد مرور أسبوع فتبرز الأوردة والعروق إلى سطع الجسم مما يجعلها أكثر وضوحًا، بالإضافة إلى أن محتويات المعدة والجهاز الهضمى تساعد فى تحديد زمن وأسباب الوفاة.
وأوضح «جورجي»، أن درجة حرارة الجثة تحدد وقت الوفاة ولذلك عند اكتشاف الجريمة يتم تسجيل درجة حرارة الجثة ومدى صلابتها ليتم تقييمها من الطبيب الشرعى المختص داخل المشرحة، إن تصلب الجثة يبدأ من الجفن ثم الفك ثم يندرج لباقى أجزاء الجثة نتيجة لانعدام سريان الدم فى الجسم وينتشر التصلب فى الجثة فى فترة تتراوح بين ستة ساعة، أما العينان فيتم تشكيل غشاء فوقها بعد مرور 3 ساعات على وقوع الوفاة، أما إذا ترسب الدم فى أحد جانبى الجثة الموضوعة عليها فقد يكون مر على وقوع الوفاة 6 ساعات.