سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قبل أعياد الربيع.. الفسيخ والرنجة يغزوان الأسواق.. الأسعار من 25 إلى 100 جنيه.. ومركز السموم بالإسكندرية يحذر من تناولهما ويؤكد: نستقبل 100 حالة يوميًا خلال شم النسيم
"فسيخ ورنجة وبصل أخضر وليمون"، هكذا كانت هي الوجبة المفضلة لدى المصريين التي توارثوها عن الفراعنة واستمرت من جيل إلى آخر، والتي تتزامن مع أعياد الأخوة الأقباط، ويفضل تناول تلك الوجبة وسط الحدائق والمنتزهات العامة. وقبل أيام من قدوم عيد شم النسيم الذي من المقرر له في 28 أبريل الجاري، انتشر بائعي الفسيخ والرنجة والسردين، والبصل الأخضر والليمون، وفيما بدأت محلات الفسيخ تتزين لهذا الموسم وسط إقبال وزحام من قبل المواطنين. ففي شارع العطارين وسوق محطة مصر، يعد من الشوارع الشهيرة بالإسكندرية، ببيع الفسيخ والرنجة والسردين والأسماك المملحة، نظرًا لاحتوائه على العديد من المحلات وبائعي الأسماك المملحة، والتي يتوافد عليها المواطنون منذ العديد من السنوات من مختلف أنحاء المحافظة. فيما أجرت "البوابة"، جولة داخل عدد من أسواق محافظة الإسكندرية، للتعرف على الأسعار داخل تلك الأسواق ومقارنتها بالعام الماضي، وسط وتوافد المواطنين على الأسواق، وتزاحم فيما بينهم داخل الأسواق. وتراوحت الأسعار الرنجة والأسماك المملحة والفسيخ بين الأسواق المختلفة بمحافظة الإسكندرية، فتتراوح أسعار الفسيخ الذي يبدأ من 70 إلى 100 لكيلو الواحد، وتتراوح تلك الأسعار على حسب مكان الجغرافي للسوق، ففي الأسواق الشعبية تتراوح من 60 إلى 70 جنيها، أما في المناطق والأسواق الراقية فتبدأ من 80 جنيها فيما فوق، بينما تبدأ أسعار الرنجة والسردين بالأسواق الشعبية ما بين 15 و20 جنيها لكيلو الواحد، أما بالأسواق الراقية فتبدأ من 25 إلى 64 جنيها. وقالت الدكتورة مها غانم، مدير مركز السموم بالإسكندرية، إنه يوجد نوع من البكتيريا تسمى "c.botulinum" تنشط في الفسيخ، نظرًا لظروف تجهيزه والتي تتضمن وضع الأسماك لمدة معينة وإحكام تغليفها ما يمنع وصول الهواء والأكسجين إليها. وأشارت في بيان لها، إلى أن هذه البكتيريا ينتج عنها سم "botulinum toxin" والذي يعتبر من أقوى السموم المكتشفة، قائلا:" كمية صغيرة منه كافية أن تسبب شللًا في عضلات الجسم وتوقف التنفس وحدوث الوفاة". وأوضحت أن أعراض التسمم الغذائي، الناتج عن تناول وجبة الفسيخ، تشمل "القيء، الإمساك أو الإسهال، عدم وضوح الرؤية، الرؤية المزدوجة، صعوبة في البلع، ضعف العضلات، فشل الجهاز التنفسي". وتابعت: "ممكن تكون الأعراض نزلة معوية عادية جدا وبعد يوم أو 5 أيام تظهر أعراض الشلل.. وممكن تبقى إمساك أو زغللة وسقوط جفن العين ثم يبدأ الشلل ينزل على باقي عضلات الجسم تدريجيا"، مشيرة إلى أنه كلما ازدادت كمية السم في الفسيخ تؤدي لشلل بعضلات التنفس ويصبح الشخص غير قادر على التنفس وتؤدي إلى وفاته بشكل سريع. وأوضحت، أن هناك معلومات خاطئة يجري ترويجها خلال أعياد شم النسيم، منها أن معظم المواطنين اعتادوا تناول الفسيخ وحدوث التسمم أمر نادر، وهذا غير صحيح ونستقبل في مركز السموم أكثر من 100 حالة يوميا خلال موسم شم النسيم". وأشارت، إلى أن الفسيح سواء كان مجهزًا في المنزل أو بمحلات التجار فالخطر قائم لكونه تعرض خلال تجهيزه لنفس الظروف التي تساعد على نشاط البكتيريا السامة، منوها إلى أن السم الموجود بالفسيخ لا يتأثر أيضًا بالبصل أو الليمون. وطالبت، المواطنين بالتوجه فورا لمركز السموم في حالة ظهور أي من هذه الأعراض بعد تناول الفسيخ سواء اليوم نفسه وحتى بعد مرور أسبوعين، لافتة إلى أن مصل علاج التسمم الناتج عن الفسيخ يكلف الدولة حوالي 200 ألف جنيه لعلاج شخص واحد.