سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
14 عامًا على رحيل "رجل الله المحبوب".. يوحنا بولس الثاني قديس الكنيسة الكاثوليكية.. ساهم في إسقاط النظام الشيوعي بأوروبا الشرقية.. وندد ب"الرأسمالية المتوحشة"
«البابا يوحنا بولس الثانى ترك علامة لا تُمحى فى الكنيسة والمجتمع».. بهذه الكلمات وصف البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، خليفته البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الكنيسة الكاثوليكية ال 264 وبدأت حبريته منذ 16 أكتوبر 1978، وحتى وفاته فى 2 أبريل 2005، فى حبرية طويلة دامت ستة وعشرين عامًا. «يوحنا بولس الثاني» احتفل بإعلانه طوبايًا للكنيسة الكاثوليكية الجامعة فى 1 مايو 2011، بعد أن طلب البابا بندكت السادس عشر فتح ملف تطويبه فى 19 ديسمبر 2005، وفى 27 أبريل 2014، أمام الآلاف من الحجاج، أعلن البابا فرنسيس قداسته. وصفه الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية بروما، والذى أعلن عن وفاته بصفته نائب أمين سر الفاتيكان وقتها، بأنّه «رجل الله المحبوب»، فقد كانت وفاته حدثًا كبيرًا فى حياة الكنيسة، بعد حبريّة دامت 26 سنة، وقد أحدثت بمعنى خاصّ الكثير من التغييرات فى حياة الكنيسة وحياة العالم». ويُضيف ساندري: «لقد أعلنت للعالم وفاة البابا بخشية كبيرة والكثير من التوتّر، وأضفت تعبير «الأب الأقدس المحبوب جدًّا»؛ لأنّ حشود العالم كلّه كانت تعرفه وتتبعه بعطف كبير، وهذا ما أظهرته مراسم دفنه». ويكمل الكاردينال ساندري، منذ انتخاب البابا كارول فوتيلا فى 16 أكتوبر 1978 وحتّى موته، تغيّرت الكنيسة، بمعنى أنّ ممارسة خدمة ورسالة خليفة بطرس قد تغيَّرت، لا سيّما حيال مَن يعانون وحيال الفقراء فى مختلف البلدان. تاريخ يمتلئ بالإنجازات واللقاءات للبابا الكاثوليكى الذى وُلد فى 18 مايو 1920 باسم كارول جوزيف فوتيلا بإحدى القرى القريبة من كراكوف البولندية، والذى انخرط فى سلك الكهنوت عام 1946 وأصبح أسقفًا عام 1958 ثم كاردينالًا عام 1967. «فوتيلا» انتخب فى 16 أكتوبر 1978 كبابا للفاتيكان، وحمل اسم يوحنا بولس الثانى، ليصبح أول بولندى وأول بابا غير إيطالى يتولى المنصب منذ أكثر من 450 عاما. وقد ساهمت زيارته إلى بلدته «بولندا» فى 2 يونيو 1979، فى إعطاء زخم للحركة التى أدت إلى تأسيس نقابة «تضامن»، وهى أول نقابة عمالية مستقلة فى الكتلة السوفيتية. 129 جولة خارجية قام بها «القديس يوحنا بولس الثاني»، شملت ألمانيا فى 15 نوفمبر 1980؛ حيث بدأ إعادة تقييم لزعيم الإصلاح البروتستانتى مارتن لوثر، كما تعرض لإطلاق نيران نتجت عنه جروح خطيرة فى مايو 1981 بميدان القديس بطرس على يد محمد على أغا التركى اليمينى المتطرف، وبعد يومين من عيد الميلاد عام 1983، زار البابا يوحنا بولس الثانى أغا فى السجن، وتكلم معه على انفراد لمدة عشرين دقيقة، وقال يوحنا بولس الثاني: «ما تحدثنا عنه يجب أن يبقى سرًا بينى وبينه، تحدثت معه باعتباره شقيقًا، وقد عفوت له ولى كامل الثقة فى ذلك». كما تعرض لحادث آخر فى 12 مايو 1982، وقبل يوم واحد من الذكرى السنوية الأولى لاغتياله، وفى ساحة القديس بطرس أيضًا، قام «كاهن إسبانى» يُدعى خوان ماريا فيرناندز، من رهبنة القديس بيوس العاشر، بطعن البابا، إلا أن المهاجم فشل فى إصابة البابا، رغم أن سكرتير البابا الكاردينال ستانيسلو قال لاحقًا إن البابا أصيب لكنه تمكن من إخفاء الجرح غير المهدد للحياة. «الشيوعية» كانت محل ناقش طويل للبابا الكاثوليكي، فقد أصدر أول رسالة بابوية فى مايو 1991، بشأن قضايا اجتماعية منذ انهيار الشيوعية فى أوروبا، مُبديًا دعما ليس مطلقا للرأسمالية، ولكنه استنكر استغلال الفقراء، وقبلها ديسمبر 1989 استقبل الرئيس السوفيتى ميخائيل جورباتشوف فى الفاتيكان فى أول اجتماع يجمع بين بابا للفاتيكان ورئيس للكرملين. كما كانت الأراضى المقدسة تحت أنظار البابا؛ فقد التقى الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات فى الفاتيكان سبتمر 1982، وفى مارس 2000 قام بأول زيارة للأراضى المقدسة، وفى السادس من مارس 2001، كان أصبح أول بابا للفاتيكان يزور ويصلى فى دار عبادة إسلامية؛ حيث زار مسجدا فى العاصمة السورية دمشق. البابا الذى اعتبر واحدًا من أقوى عشرين شخصية فى القرن العشرين، توفى عن عمر 84 عامًا، بعد صراع مع المرض، لعب دورًا بارزًا فى إسقاط النظام الشيوعى فى بولندا، وكذلك فى عدد من دول أوروبا الشرقية، منددًا فى الوقت ذاته بما أطلق عليه ب«الرأسمالية المتوحشة». كما بدأ صفحة جديدة فى العلاقات، بحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الآنجليكانية، إلى جانب الديانة اليهودية والإسلامية. كان البابا متشددًا فيما يتعلق بوسائل منع الحمل الاصطناعى والإجهاض والموت الرحيم وسيامة النساء ككهنة، كما أُعلنت خلال حبريته قداسة 483 شخصًا وفق العقائد الكاثوليكية وطوباوية 1340 آخرين.