استدعت الخارجية الباكستانية نائب السفير الهندي لدى إسلام آباد "غوراف اهلوليا" للتنديد بما وصفه بيان صادر عنها بانتهاكات قوات الاحتلال الهندي بشكل غير مبرر لوقف إطلاق النار، على جانب خط السيطرة الفاصل في كشمير المتنازع عليها بين البلدين بتاريخ 1 و2 مارس الجاري، في مناطق عدة من بينها نيزا بير والعين الحارة وجندروت وجوغال وكوت كوتيرا وخويراتا، وهو ما أسفر عن مقتل فتى وجرح سبعة آخرين بينهم نساء وأطفال. واتهم البيان الصادر عن الخارجية الباكستانية القوات الهندية بتعمد استهداف سكان مدنيين كانوا يستقلون حافلة مدنية في منطقة باجسار في نفس الفترة، ووصف البيان استهداف المدنيين بأنهم عمل غير أخلاقي ومشين ويتنافى مع الترتيبات المتفق عليها. وأضاف بيان الخارجية الباكستانية أن استمرار استهداف القوات الهندية للمناطق المأهولة بالسكان المدنيين على خط السيطرة الفاصل في كشمير والحدود الدولية بأسلحة ثقيلة منذ عام 2017 يعد تصعيدا غير مسبوق لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث بلغ عدد الخروقات الهندية لوقف إطلاق النار خلاله 1970 خرقا. وشدد البيان على أن الاستهداف المتعمد للمناطق المأهولة بالسكان المدنيين أمر مؤسف ويتنافى مع الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان والقوانين الدولية، كما اعتبر البيان أن الانتهاكات الهندية تشكل تهديدا للسلم والأمن الإقليميين وقد يؤدي إلى عواقب غير مدروسة استراتيجيا كما جاء في نص البيان. وجددت الخارجية الباكستانية حث الجانب الهندي على احترام اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عليه بين البلدين عام 2003، والتحقيق في الانتهاكات الأحدث وكذلك كافة الخروقات السابقة لوقف إطلاق النار. كما طالبت إسلام آباد من نيودلهي بأن تأمر قواتها باحترام وقف إطلاق النار نصا وروحا، وأن تحافظ على السلم على طول خط السيطرة والحدود الدولية بين البلدين، كما حثت الهند على السماح لبعثة مراقبي الأممالمتحدة في الهندوباكستان للقيام بمهمتها المكلفة بها وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي وفق ما جاء في بيان الخارجية الباكستانية. و كان الجيش الباكستاني أعلن في بيان له الثلاثاء مقتل 3 من جنوده جراء نيران هندية غير مبررة، وأكد الجيش أن القوات الباكستانية ردت بفاعلية على مصادر النيران وهو ما أسفر عن مقتل سبعة جنود هنود وجرح 19 آخرين، إضافة لتدمير عدد من المواقع العسكرية الهندية. وعادة ما تتبادل باكستانوالهند الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، وتعد الخروقات الحدودية الأخيرة الأكبر من نوعها بعد الهدوء النسبي الذي أعقب المناوشات العسكرية الحدودية نهاية الشهر الماضي حيث أوشك البلدان الدخول في حرب جديدة، قبل أن يساهم إطلاق إسلام آباد سراح طيار هندي تم أسره خلال الأزمة في خفض حدة التصعيد بين البلدين وعودة السفراء. وكانت حدة التوتر بين البلدين ازدادت في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له قافلة للقوات الهندية في منطقة بلوامه في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير وخلف عشرات القتلى من الجيش الهندي منتصف شهر فبراير، واتهمت نيودلهي إسلام آباد بالتورط في هجوم بلوامه وهو ما نفته إسلام آباد.