تناولت أغلب الأعمدة والمقالات الصحفية في مختلف الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم السبت، مشكلة الإرهاب الغاشم، والذى قام بعمليات تفجيرية في محافظتي القاهرة والجيزة أمس . ففي مقاله بجريدة الأهرام - نقطة نور- وبعنوان "فات آوان الخوف" ، قال الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، إنه كان المطلوب من استهداف مديريات الشرطة وأقسامها وكمائنها الابقاء علي المصريين في حالة انتظار وحياد ، لأن الناس لن تبالي كثيرا بمصير عدد من رجال الشرطة يسقطون كل يوم ضحية هذه الجرائم ، فهذا هو الوهم الكبيرالذي تعيشه جماعة الإخوان ضمن عالمها الافتراضي غير الموجود علي أرض الواقع ، لان هؤلاء الضحايا الشرفاء جزء أصيل من أبناء هذا الشعب الذي يتلاحم مع شرطته، ويدرك انها تدفع ثمنا غاليا للحفاظ علي آمنه، ويبذلون دماءهم فداء لحرية شعب لن يقبل عودة هذه الطغمة الفاشية الكافرة التي سمت نفسها زورا، جماعة الإخوان المسلمين . وأن كان المطلوب تكرار ما حدث في 25 يناير كي تسقط الشرطة ، ويصبح الشعب مستباحا لقطعان خراف تلبس الآن جلود ذئاب ، وتنهار الدولة المصرية وتسود الفوضى، ويعود المصريون مرة أخري إلي مصاعب مرحلة انتقالية اوشكت علي الانتهاء، فعلي جماعة الأشرار ان تعرف ان ذلك لن يحدث! ، وأن الشرطة ليست وحدها في الميدان ، فإلي جوار الشرطة يقف الجيش المصري بأكمله ، شقيقان عظيمان مصممان علي حماية إرادة هذا الشعب ، وصون حقه في أن يرفض الرضوخ لحكم فاشي إرهابي لن يحقق أيا من اهدافه، لان وراء الشرطة والجيش شعبا عظيما يعرف طريقه جيدا، ويعرف اعداءه جيدا وسوف يطاردهم في كل شارع وحارة وزقاق . وأن كان المطلوب هو تخويف الشعب وإجباره علي عدم النزول إلي الشوارع في يوم ثورته المجيدة فقد فات أوان الخوف، وعرف المصريون ان الرد الصحيح علي الارهاب هو الصمود في مواجهته.. ولهذا سوف ينزل الجميع كما وعدوا، الرجال والنساء والشباب والأطفال، يحدقون في وجه الإرهاب، يضعون عيونهم في عيونه ويبصقون في وجهه، ويطاردونه حتي الموت، لانهم يعرفون ان الإرهاب رعديد جبان أكثر ما يخشاه هو حشود الجماهير، ويعرفون اننا في حالة حرب وأن المعركة معركة حياة أوموت ضد مجرمين وقتلة، لا دين ولا ضمير لهم ، وما من حل آخر سوي استمرار المواجهة إلي ان يتم استئصال جذور الإرهاب. وفي مقاله "هوامش حرة" .. وبعنوان "المصريون وسنوات الشتات" بالأهرام اليومي ، قال فاروق جويدة رغم كل محاولات التشويه التى تعرض لها يوم 25 يناير 2011 فسوف يبقى في ذاكرة المصريين حدثا تاريخيا غير مسبوق ، مازالت الذاكرة المصرية تحفظ صورة أول شهيد سقط في هذه الثورة في ميدان الأربعين بالسويس ، شاب بسيط لم يكن له في السياسة ولم يشاهد في يوم من الأيام ورقة خضراء تسمى الدولار.. عشرات الشهداء الذين دفعوا الثمن غاليا لهذا الوطن لم تكن لهم اطماع في سلطة أو أحلام في مال. وأضاف كان هناك دليل للشهداء حين تصفحته كانت اعمارهم لا تتجاوز الثلاثين عاما وكان منهم شباب لم يصل إلى العشرين من عمره ، حتى الآن لا أحد يعلم عدد شهداء ثورة يناير يقال إنهم 800 شهيد وفي رواية أخرى انهم تجاوزوا الألف شهيد وفي تقديرى أن هؤلاء هم أصحاب الثورة الحقيقية لأن منهم من مات في ميادين المحافظات ولم يكن له علاقة بما يجرى في القاهرة. وفي 25 ينايرتوحد الشعب المصرى كله ضد النظام وبعد 18 يوما سقط النظام وترك البلاد خالية في ظل مؤسسات سياسية غير مؤهلة لتحمل المسئولية ، وفشلت جميع القوى السياسية في أن تملأ الفراغ الذى تركته السلطة الراحلة ، كان الإخوان المسلمون هم الفصيل السياسى المنظم ولهذا كان من السهل أن يتصدروا المشهد وقفزوا إلى السلطة بكل جوانبها رئاسة وبرلمانا وحكومة وفشلت تجربة الإخوان طوال عام كامل في السلطة وجاءت ثورة 30 يونيه لتعديل المسار. واليوم يقف المصريون حائرون أمام ثورة يناير وبعد ثلاث سنوات من نجاحها أمام شعب توحدت إرادته تعيش مصر بكل فصائلها حالة انقسام في كل شىء ، نحن اليوم أمام تيارات متصارعة وصلت إلى درجة التشويه والعمالة والصدام المسلح ، نحن اليوم أمام تيار فشل في الحكم ويصفى حساباته حتى وصل إلى الدم ..من يشاهد وجوه المصريين أثناء ثورة يناير ويشاهدها اليوم يتساءل هل هذا هو نفس الشعب الذى ابهر العالم أم ان ما نراه الآن شىء يختلف تماما عن الصورة الحقيقية التى عشناها يوما ونحن نحلم بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية.. المصريون اليوم يريدون اشياء تجمعهم ويكفى ما ضاع فى سنوات الشتات. وفي صحيفة المصرى اليوم كتب محمد سلماوى في مقاله جرة قلم .. تحت عنوان "الانفجار والاحتفال" . قد لا يكون من قبيل المصادفة أن يأتى ذلك الانفجار الآثم ، الذى وقع فجر أمس أمام مديرية أمن القاهرة بشارع بورسعيد ، والذى سمعت دويه في منزلى بالمعادى ، في وقت يستعد فيه الشعب للاحتفال اليوم بالعيد الثالث لثورته المجيدة ، فالاحتفال بالثورة هو احتفال بتحرر الشعب من سيطرة الحكم واستبداده سواء كان لمبارك أو لمرسى ، والثورة التى اسقطت الاول أسقطت أيضا الثانى ، إن الاحتفال بالثورة هو احتفال بالحرية ، بينما تفجيرات الإرهاب هى تكريس للعبودية والاستبداد ، فلا يمكن أن يكون من تسبب في هذا التدمير وفي إزهاق أرواح المواطنين الأبرياء حاملا أى رسالة حب أو حرص على هذا الشعب ، وإنما تستهدف أيضا في وحشيتها الهمجية التاريخ الحضارى لهذا الشعب العريق ، الذى طالما وقف العالم أمام إنجازاته المبهرة.