تستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة، البابا فرنسيس يوم 3 فبراير المقبل وحتى يوم 5 من نفس الشهر، في زيارة تاريخية، وتشهد الزيارة استعدادات على قدم وساق، من قبل أجهزة الدولة والكنيسة الكاثوليكية هناك. وفي السياق؛ كانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت عام 2019 عاما للتسامح. وتم تشجيع القطاعين العام والخاص على التمسك بمبادرة الدولة هذه، والتى تدوم عامًا كاملًا بغية تعزيز البلاد كمنارة للتسامح، حيث يعيش فيها حوالى 200 جنسية وتعمل بسلام. وتتألف الدولة من اتحاد يضم 7 إمارات. وتقع البلاد على الجانب الشرقى من شبه الجزيرة العربية، ويقطنها حوالى 9 ملايين نسمة، (حوالى 8 ملايين منهم من الأجانب المقيمين. ويضمن دستور البلاد حرية ممارسة العبادات الدينية، بشرط ألا تتعارض مع السياسات العامة، أو تنتهك الأخلاق العامة. كما تحظر القوانين التمييز، أو إساءة استخدام أى ضريح مقدّس، أو إهانة لأى دين. ويشكل الهنود أكثر من ثلث سكان الإمارات، مع وجود حوالى 3.3 مليون شخص يقيمون فى البلاد. وهناك معبد هندوسى فى دبي، وآخر كبير يبنى فى أبوظبى على أرض تبرّع بها حكام البلاد. كما تعد الإمارات موطنًا لحوالى مليون كاثوليكي، من ضمنهم مجموعة كبيرة من الفلبيين. وإضافة إلى الكنائس الكاثوليكية، هناك العديد من الكنائس فى الإمارات التى تنتمى لكنائس مسيحية متعددة، ومعبد للسيخ، ومساحة للعبادة اليهودية. وقد عينت الإمارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ثانى وزيرا للتسامح فى البلاد عام 2017، بعد الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وهو واحد من العديد من المناصب الحكومية الفريدة التى تم إنشاؤها فى السنوات الأخيرة، إلى جانب وزراء دولة من أجل السعادة والذكاء الاصطناعي. وتهدف وزارة التسامح إلى بناء الجسور وكسر الجدران التى «يحاول بعض الناس إقامتها، والاختباء من ورائها». والوزير مكلّف بالتواصل مع المقيمين فى الإمارات، من مختلف الأديان والخلفيات، كى نجعلهم يشعرون بالأمان والاحترام. وبحسب آل نهيان، فإن تعريفهم للتسامح هو فهم الآخر، والتحدث بعضنا مع بعض، وفى نفس الوقت الاحتفاظ باختلافاتهم الخاصة، سواء كانت فى دياناتهم أو ثقافاتهم أو عاداتهم. وقال وزير التسامح إن زيارة البابا فرنسيس تسلّط الضوء على انفتاح الإمارات على الناس من جميع أنحاء العالم. وأنه يتوقع أن يختتم اللقاء بإعلان سيكون بمثابة خريطة طريق للأديان المتعددة، «للعمل على خلق عالم أفضل». وقال: «إنها أقوى رسالة نبعث بها لأولئك الذين يحاولون تقسيمنا، ولأولئك الذين يخلقون انعدام الثقة بيننا».