جولدن جلوب 2019.. خريطة الجوائز المتوقعة والعرب مفاجأة الحفل

يُقام مساء غد الأحد، حفل توزيع جوائز رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود «جولدن جلوب» في دورته ال 76، وهو الحدث الذي يُعد واحدًا من أهم جوائز السنة باعتباره مؤشرًا مهمًا لجوائز الأوسكار.
تشهد دورة هذا العام منافسات محتدمة في عدد من فئاتها الكبرى، ويأتي في مقدمتها فيلم «Vice» الذي تصدر قائمة الترشيحات ب6 جوائز، تلاه واحد من أهم أفلام الموسم «A Star Is Born» ب5 جوائز، بالإضافة إلى تمثيل عربي مشرف من جانب المخرجة اللبنانية نادين لبكي في فئة الأفلام الأجنبية بفيلم «كفر ناحوم».
كما ينافس الممثل المصري الأمريكي رامي مالك بفئة التمثيل الدرامي عن دوره بفيلم «Bohemian Rhapsody»، فيما يقوم كل من ساندرا أوه وأندى سامبيرج بتقديم الحفل.
تشهد فئات الأفلام في ترشيحات جوائز ال«جولدن جلوب» منافسة شرسة هذا العام، بداية مع فيلم فئة الأفلام الدرامية التي ضمت أفلام «Black Panther»، و»BlacKkKlansman» و»Bohemian Rhapsody» للنجم رامى مالك، بجانب فيلمى «If Beale Street Could Talk»، و«A Star Is Born» للممثل الأمريكي الشهير برادلي كوبر، فى أولى تجاربه الإخراجية، والذي على ما يبدو أنه سيكون الحصان الأسود لموسم جوائز العام، فهو بلا شك مفاجأة هذا الموسم.
كوبر، أعطى بالتعاون مع نجمة الغناء ليدي جاجا، التي تخوض تجربتها التمثيلية الثانية، نموذجًا كلاسيكيًا لأساطير هوليوود الرومانسية، ونجح في كسب احترام النقاد والمشاهدين فور عرضه، ليصبح الأقرب لحصد الجائزة بهذه الفئة بفضل 4 ترشيحات أخرى في أقسام الإخراج والموسيقى والتمثيل.
على الجانب الآخر، لا تزال فرص «Black Panther» قوية للظفر بالجائزة بهذه الفئة، فقد سطر تاريخًا جديدًا كونه أول فيلم «سوبر هيرو» يتم ترشيحه لجوائز «جولدن جلوب» بفئة الدراما، بفضل قصته الأفريقية الخالصة التي أعطت صورة مغايرة عن القارة السمراء كونها قادرة على قيادة العالم وقدمت لنا نموذجًا فريدًا لأول بطل خارق أفريقي؛ وانتظر محبو قصص الرسوم المصورة طرح هذه الأسطورة لسنوات طويلة، فهوليوود لم تكن تتعامل مع أصحاب البشرة السمراء بالقدر المستحق، ولكن التغييرات والتحولات في طبيعة المجتمع الأمريكي جعلت القصة ترى النور في شهر فبراير الماضي، واستطاعت أن تحقق نجاحًا ساحقًا في شباك التذاكر العالمى ليصبح الفيلم ثاني أكبر الإيرادات لعام 2018.
أما فئة الأفلام الكوميدية والموسيقية فيتنافس أفلام «Vice» للنجم كريستيان بيل، والفيلم الآسيوى «Crazy Rich Asians»، و«Green Book»، و«Mary Poppins Returns»، وأخيرًا فيلم «The Favourite»، ولكن كل التوقعات تصب فى صالح فيلمى «Vice» و«Green Book»، فمنذ الإعلان عن قائمة الترشيحات في أوائل ديسمبر لم يكن النقاد متحمسين بشأن متابعة آدم مكاي بسبب فيلمه الأخير «The Big Short»، وواجه أيضًا فيلم «Green Book» ردة فعل عنيفة بسبب تلميحات عنصرية من جانب بطله فيجو مورتينسين، لكنه اعتذر عنها لاحقًا، ومع ذلك فقد حصل كلاهما على كمية مدهشة من الترشيحات فى فئات التمثيل، بالإضافة إلى أفضل مخرج وأفضل سيناريو، مما يدل على أنهما متنافسان جادان للغاية.
وعلى غرار ترشيحات الأفلام، فقد شهدت فئات التمثيل هي الأخرى صراعًا محتدمًا بسبب هذا الكم من التنوع في الشخصيات الذى يجعل من مهمة التوقع صعبة للغاية؛ ففي فئة الممثلات اللاتي شاركن بأفلام درامية، تتنافس كل من الممثلة القديرة جلين كلوز عن فيلم «The Wife»، ونيكول كيدمان عن فيلم «Destroyer»، والممثلة الكوميدية التي غيرت جلدها هذا العام ميليسا مكارثى بفيلم «Can You Ever Forgive Me»، بجانب روزمواند بايك عن فيلم «A Private War»، وأخيرًا ليدي جاجا التي أصبحت حديث الساعة مؤخرًا بفضل فيلمها «A Star Is Born» التى باتت من خلاله أقرب الأسماء النسائية للفوز بالجائزة والاستعداد لموسم جوائز الأوسكار الذي على ما يبدو أنه سوف يحمل لها الكثير من المفاجآت.
وتتصدر الممثلة الإنجليزية أوليفيا كولمان، توقعات ترشيحات الجوائز بفئة الممثلات بالأفلام الموسيقية والكوميدية والتي ضمت أسماء: إيميلي بلانت عن فيلم «Mary Poppins Returns»، وإلسى فيشر عن فيلم «Eighth Grade»، والنجمة شارليز ثيرون عن فيلم «Tully»، بجانب الممثلة كونستانس عن فيلم «Crazy Rich Asians»؛ هذه الفئة واحدة من أصعب التوقعات بترشيحات جولدن جلوب، فعلى ما يبدو أن النجمة إيميلي بلانت هي أحد الخيارات الجذابة، لقد أخذت دورًا كلاسيكيًا وهو «ماري بوبينز» وجعلته فريدة تمامًا، في تحفة سينمائية موسيقية تسودها حنين عميق للماضي، ولكن من ناحية أخرى تراهن أوليفيا كولمان على دور الملكة «آن»، الذى يعتبر من الأدوار الشاقة للغاية والذى جسدته ببراعة متناهية يجعل من الصعب عليها أن تعود لمنزلها من دون الجائزة.
وبالنسبة لفئة الممثلين بدور درامى يتنافس كل من ويليام دافو عن فيلم «At Eternity's Gate»، والنجم برادلى كوبر عن فيلم «A Star Is Born»، والممثل الشاب لوكاس هيدجز عن فيلم «Boy Erased»، وجون ديفيد واشنطن عن فيلم «BlacKkKlansman» للمخرج سبايك لي، وأخيرًا الممثل الأمريكي ذو الأصول المصرية رامي مالك عن دوره بفيلم Bohemian Rhapsody.
وعلى مدار تاريخها، فالرابطة تميل أكثر إلى الممثلين الذين يقومون بتحولات جسدية من أجل الوصول إلى جوهر شخصياتهم، ما يجعل المنافسة محتدمة بين برادلي كوبر الذي لعب دور نجم الروك جاكسون ماين وهو ما جعله يتدرب لمدة سنة على عزف الجيتار و20 ساعة في الأسبوع على الغناء من أجل الظهور بهذا المظهر المتميز، بالإضافة إلى خفض طبقة صوته بمعدل أوكتاف كامل حتى تتناسب مع طبيعة الشخصية، والأكثر من ذلك هو ترشحه من قبل مرتين لهذه الجائزة عن فيلمي «Silver Linings Playbook» و«American Sniper» لعام 2015، ما يجعله الممثل الأوفر حظًا للفوز بالجائزة خاصة أن الفيلم حظى بشعبية هائلة؛ على الجانب الآخر يقف مالك، الذي قدم الكثير أيضًا هذا الموسم بتجسيده شخصية «فريدى ميركوري» عضو فريق «كوين» الأسطوري، بداية من طقم الأسنان والشارب وصولًا إلى أدق تفاصيل الشخصية لدرجة جعلت شقيقة فريدى ميركوري تعتقد أنه أخاها لم يمت.
وإذا ما تحدثنا عن التحولات الجسدية، فلا يجب أن نغفل ملكها المتوج كريستيان بيل، أقرب المرشحين للفوز بالجائزة بفئة الكوميديا والموسيقى عن دور نائب الرئيس الأمريكى السابق ديك تشيني بفيلم «Vice».
وبالنسبة للأدوار النسائية المساعدة فعلى ما يبدو أن الطريق ممهد أمام الممثلة ريجينا كينج للفوز بالجائزة التي ترشحت لها مرتين من قبل ولم تفز بها، وذلك عقب ظهورها المتميز بفيلم «If Beale Street Could Talk» للمخرج باري جينكينز.
فئة الإخراج تضم هي الأخرى عددا من الأسماء اللامعة، ويأتي فى مقدمتهم المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون عن فيلم «Roma»، والمخرج الأمريكي القدير سبايك لي عن فيلم «BlacKkKlansman».
جاءت المخرجة اللبنانية نادين لبكي، والممثل ذو الأصول المصرية رامي مالك، ليكملا هذه المسيرة المشرفة للعرب، حيث نالت «لبكي» ترشحيها الأول بهذه الجوائز عن فيلمها «كفر ناحوم» الذي ينافس بفئة الأفلام الناطقة بغير اللغة الإنجليزية.