دائمًا تضع الطرق الصوفية لمساتها الخاصة في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فترى الشوارع مكتظة بالمرتادين، وترى المئات يتوافدون على المسيرة الممتدة من مسجد الشيخ صالح الجعفري بالدراسة إلى مسجد الإمام الحسين بحي الجمالية، فهنا يهرول العاشقون من كل فجٍ وناحية، رجالًا ونساءً، أطفالًا وشبابًا، صغيرهم وكبيرهم، قويهم وضعيفهم، وكلًا منهم له غايته وأسبابه التي جاء من أجلها؛ حين تُناظرهم تجد قلوبهم تتحدث قبل وجوههم وألسنتهم، ناهيك عن البريق التي تبعث به الأعين، وكأنها لغريق يتعلق ب«طوق النجاة»، إنهم السائرون على الأقدام قاصدين الأولياء وأصحاب الكرامات. عصر اليوم، انطلقت من مسجد الشيخ صالح الجعفري بالدراسة، المسيرة التي تنظمها مشيخة الطرق الصوفية، والتي يطلق عليها الصوفيون "الموكب" الذي يصل إلى مسجد الإمام الحسين بحي الجمالية احتفالًا بذكرى المولد النبوي الشريف، ويشهد شارع الأزهر والشوارع المحيطة به في اللحظات الحالية، حالة من الاختناق المروري جراء توافد المئات من أبناء الطرق الصوفية إلى مسجدي الإمام الحسين بحي الجمالية والشيخ صالح الجعفري بالدراسة للمشاركة في المسيرة التي تنظمها مشيخة الطرق الصوفية احتفالًا بالمولد النبوي الشريف.