قال عدد من العاملين بسوق الصرافة والبنوك: إن اتجاه البنك المركزي لضخ سيولة دولارية بالسوق لضبط سعر صرف الدولار والذي بدأ اليوم قرار صائب، وسيجبر المضاربين بسوق الصرف على التوقف عن التلاعبات التي تمت خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبيع ما بحوزتهم من كميات، علاوة على الحفاظ على سعر صرف العملة الأمريكية عند مستوياتها الطبيعية. وأكدوا أن الاتجاه نحو طرح كميات إضافية قد يؤثر سلبًا على شركات الصرافة على المدى القصير لكن آثاره الإيجابية ستكون على المدى البعيد، خاصة أنها ستقضي على السوق السوداء تمامًا، واختفاء ظاهرة الدولرة التي عادت من جديد. وقال حسام فودة، مسئول إحدى شركات الصرافة: إن أغلب الشركات تواصل الامتناع عن شراء أو بيع الدولار؛ بسبب عدم استقرار السوق أو ثبات الأسعار، مشيرًا إلى أن الأسعار كانت قد هبطت إلى أقل من 7 جنيهات خلال تعاملات الخميس والجمعة الماضيين قبل أن تعاود الارتفاع نسبيًّا إلى مستوى 7 جنيهات و30 قرشًا. وأضاف أن العديد من الشركات قامت بشراء كميات من الدولار صباح اليوم بسعر 7 جنيهات و30 قرشًا، ثم فوجئوا بقرار المركزي بضخ 600 مليون دولار دفعة واحدة في عطاء استثنائي أدى إلى هبوط السعر إلى 7 جنيهات مرة أخرى، وتكبدت الشركات خسائر فادحة. ومن جانبه أكد فرج سنجر الرئيس التنفيذي لشركة الرضا للصرافة: أن العديد من الشركات ربما تتوقف عن البيع والشراء للدولار حتى يستجيب العملاء للأسعار الجديدة التي اقتربت من مستوى 7 جنيهات للدولار في السوق السوداء، و6 جنيهات و86 قرشًا بالسوق الرسمية “,”البنوك“,”. وأوضح أن أسباب ارتفاع الدولار خلال الفترة الماضية دخول شريحة جديدة من المواطنين للتعامل على الدولار وسط توقعات بارتفاعه خلال الفترة المقبلة، وتخزينه بكميات كبيرة لتحقيق أرباح هائلة. وأشار إلى أن تحركات البنك المركزي بضخ الدولار أضاعت الفرصة على المضاربين، وهو ما دفعهم إلى بيع الدولار حاليًّا ولو بأسعار أقل من التي اشترى بها؛ خوفًا من استمرار تراجع الدولار إلى مستويات قياسية. وكان البنك المركزي قد أعلن عن طرح عطاء غير دوري، اليوم، للبنوك بقيمة 600 مليون دولار إلى جانب العطاءات الدورية التي يطرحها أسبوعيًّا، وذلك لمقابلة الطلبات القائمة لدى البنوك لتمويل استيراد السلع الإستراتيجية. وقال البنك إنه سيتم النظر في تكرار مثل هذا العطاء وفقًا لاحتياجات السوق، مؤكدًا حرصه على دعم الجهاز المصرفي لأداء دوره في خدمة الاقتصاد القومي.