تلقت غرفة عمليات المرصد للحقوق الإنسان العديد من البلاغات التي تمت إحالتها إلى النيابة العامة والاتصالات الهاتفية بالمرصد تؤكد وجود حالة من الاهتمام المجتمعي بقضايا الطفل كاستحقاق دستوري وثوري مهم في المرحة القادمة. وأعلنت غرفة عمليات (مرصد مكافحة الاستغلال السياسي للطفل) المنعقدة بمقر المجلس القومي للطفولة والأمومة وبالتعاون مع ائتلاف (شبكة الدفاع عن الطفل المصري) ومسئولي خط نجدة الطفل 16000 ومنظمة (فيس) للأطفال أن الساعات الثلاث الأولى من اليوم الثاني للاستفتاء على الدستور والتي تجرى في 352 لجنة عامة و11042 مركزاً انتخابيا و13867 مقراً انتخابيا شهدت مشاركة ضعيفة بالعديد من اللجان التي بدأت عملها جميعها بشكل منتظم دون وجود ما يعكر صفو هذا الاستحقاق الدستوري والانتخابي الهام وجاءت محافظتا بورسعيد و السويس هما الأكثر من حيث أعداد المتواجدين للإدلاء بأصواتهم أمام مقار اللجان التي شهدت تواجدا مكثفا، بطوابير المشاركين خارج اللجان التى التزمت بمواعيد العمل وبدء التصويت بشكل جيد جدا شجع العديد من العاملين على المشاركة قبل الذهاب إلى مقار عملهم بحجة حصولهم على إذن بالتأخير للإدلاء بأصواتهم في هذا الاستحقاق الهام. ولليوم الثاني على التوالي ما زالت الأم المصرية هي سيدة المشهد الانتخابي بدون منافس حقيقي، وذلك بعد أن شاهد مراقبو المرصد حجم التواجد المكثف للنساء بطوابير الاستفتاء بشكل يؤكد أن المرأة المصرية أصبحت مدركة لأهمية دورها في المشاركة السياسية والإسهام بفاعلية في التحول الديمقراطي الحقيقي عقب ثورتي 25 يناير و 30 يونيو ودعماً لخارطة الطريق المعلنة فى 3 يوليو 2013. رصدت فرق العمل الميداني التابعة للمرصد حالة العثور على طفل صغير تائه عن أسرته أمام إحدى اللجان بالجيزة وتم إحالته إلى الخط الساخن لنجدة الطفل وتم إخطار النيابة العامة للتصرف وإيداعه إحدى دور الإيواء التابعة للمجلس لحين الوصل إلى ذويه. رصدت فرق العمل الميداني التابع للمرصد استمرار حالة الاستغلال السياسي للأطفال بمسيرات منظمة من قبل إحدى دور دعاية الأيتام (دار آيات الله للأيتام) بمحافظة الجيزة في الحشد للتصويت المؤيد للدستور وتم توثيق الواقعة، بعد أن انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وقام المرصد بالتعاون مع الخط الساخن بتقديم بلاغ بالواقعة إلى السيد المستشار النائب العام للتحقيق فى الواقعة وكذا بلاغ آخر إلى السيد الدكتور وزير التضامن الاجتماعي. كما رصد فريق العمل الميداني التابع للمرصد استمرار حالة المشاركة الإيجابية من قبل العديد من الأطفال الذين حرصوا على الاصطفاف بالطوابير صحبة ذويهم حاملين أعلام مصر وصور للفريق أول عبد الفتاح السياسي أمام العديد من اللجان بأكثر من محافظة وبخاصة محافظاتالقاهرة الكبرى. وصرحت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، بأن كثافة المشاركة من جانب المرأة المصرية يعطى مؤشرا صادقا وإيجابيا على توافر الإرادة لدى سيدات مصر على المشاركة الحقيقية فى صناعة حراك سياسي جديد وفاعل للمرأة تماشياً مع ما حصلت عليه من حقوق ومكتسبات في الدستور الجديد ونزولها هو تأكيد على أنها جديرة بالحصول على تلك المكتسبات وحرصها على حمايتها وتعزيز مشاركتها بفاعلية فى صناعة مستقبل واعد للبلاد بأذن الله. كما أكدت العشماوي على أن الانتشار الأمني الجيد أمام مقار الانتخاب أعطى انطباعا جيدا للناخبين، وحثهم على المشاركة دونما النظر لبعض أحداث الشغب الفردي من قبل أنصار الجماعة الإرهابية فى بعض المحافظات ووجه رسالة قوية للعالم كله أن مصر بشعبها أقوى من إرهاب الجماعة. كما أفاد محمود البدوي المحامي، رئيس ائتلاف (شبكة الدفاع عن الطفل المصري) ومسئول غرفة عمليات المرصد بأن كثافة الاستفسارات التي تلقاها الخط الساخن الخاص بالمرصد تؤكد على حدوث نوع من تنامى الاهتمام المجتمعي لدى المواطن المصري فيما يخص حرصة على حماية حقوق الأطفال وصياغة واقع مجتمع جديد يرسخ لفكرة حماية الأطفال والنهوض بأوضاعهم بعد أن أصبح لهم ظهير دستوري قوى يتمثل في نص المادة 80 من الدستور المعدل وغيرها من مواد الأسرة والطفل بالدستور وهو الأمر الذى اكتملت به البنية التحتية التشريعية لحماية حقوق الأطفال وبالتكامل مع نصوص القانون 12 لسنه 1996 المعدل بالقانون 126 لسنه 2008. كما استكر حالة الصمت من قبل وزارة التضامن الاجتماعي عن محاسبة ومسائلة الجمعيات ودور الأيتام التي تصر بشكل مستفز على تحدي جميع التحذيرات التي أطلقها المرصد عقب تدشينه بضرورة البعد بالأطفال عن المشاركة السياسية الموجهة واستغلالهم في حشود سواء لرفض الدستور أو تأييده بالمخالفة لنصوص قانون الطفل وقانون مكافحة الاتجار بالبشر 64 لسنه 2010 في ظاهرة تمثل خطرا داهما على الطفل المصري وتهدد مسيرة تعزيز حقوقه ومكتسباته.