"إنهم يحسدونني لأنني مشهور، وسيم وثري" كلمات ارتبطت بكريستيانو رونالدوالذي اشتهر بالعجرفة والغرور. لكنه، ودون أن يدرى، محا هذا الانطباع بالأمس، عندما بكى أثناء إلقاء كلمته بعدما تسلم الكرة الذهبية من بيليه. وكان يطبق بيديه بشدة على الجائزة ويبكي. مثل أي إنسان. فخلف الملابس الغالية يوجد قلب مليء بالمشاعر الإنسانية، مثل الفرح والبهجة. وفي منتصف الوجه الحاد توجد عينان يمكنهما أن تبكيان أيضا، مثل باقي البشر. ويمكن أن نقول أن المفاجأة لم تكن فوز رونالدو بالكرة الذهبية. وإنما بكاءه بعد حصوله عليها. لقد عاش شهوراً طويلة من التوتر والضيق بسبب فوز منافسه اللدود ميسي بالجائزة أربع مرات متتالية ، وفي صيف 2012، أثناء فترة الإعداد للموسم الجديد كان يبدو عليه التوتر وعدم التركيز. زملاؤه كانوا يعرفون السبب ، لكن الوحيد الذي تجرأ على إعلان السبب لوسائل الاعلام كان مدربه السابق جوزيه مورينيو. فاز رونالدو بجائزة هذا العام عن استحقاق، لكنه فاز أيضا بمكانة كبيرة ، في قلوب الملايين الذين شاهدوه يبكي. ربما لأنه لم يمكن تخيل الجندي الصارم، كما وصفه جوزيف بلاتر، يعبر عن مشاعره وعن فرحته بالبكاء أمام الشاشات. ستصبح الصور واللقطات التي صورت بالأمس هي الأهم والأشهر في مسيرة كريستيانو رونالدو. والآن، بعد حقق حلمه المؤجل منذ أربعة أعوام، لن يتوقف رونالدو عن السعي للحصول على جوائز أخرى، والفوز ببطولات جديدة ، لكن منافسه، ميسي، لن يقف ساكنًا. ومن المؤكد أن ما تبقى من الدوري الاسباني سيشهد أداء عاليا وصراعا شرسا بين اللاعبين من أجل الفوز بلقب الدوري، خاصة بعد أن تقلص الفارق بين برشلونة وريال مدريد إلى ثلاث نقاط فقط. وبعد ذلك، في مونديال البرازيل سوف يبذلان جهدًا أكبر للتتويج، وهذا لحسن حظ محبي كرة القدم.