قدم الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، درع الكلية الإنجيلية للدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، وذلك تقديرًا للدور المتميز الذي تقوم به المكتبة في دعم وإبراز روح التسامح والتعايش بالمجتمع، والمساهمة في الحفاظ على التراث المصري بكل مراحله. جاء ذلك في الاحتفال الذي نظمه مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط بكلية اللاهوت الإنجيلية، ومركز الدراسات القبطية في القطاع الأكاديمي، في مكتبة الإسكندرية، اليوم الخميس، بمناسبة تخريج الدفعة الثانية من دبلوم التراث العربي المسيحي، والتي يشرف عليها المركزان. حضر الاحتفال، الدكتور القس عاطف مهني عميد كلية اللاهوت الإنجيلية، والدكتور لؤي محمود سعيد مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، والدكتور القس وجيه ميخائيل أمين عام مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط بكلية اللاهوت الإنجيلية. وعبّر الدكتور مصطفى الفقي عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث المهم، وتقديره للدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر إذ تربطهما أواصر الود والاحترام منذ سنوات بعيدة. ورحب بتواجد الدكتورة آمنة نصير الأستاذة بجامعة الأزهر الشريف وعضو مجلس الشعب، والتي تعد واحدة من علماء الإضاءة على حد قوله والذين يحملون المصابيح لشرح صحيح الإسلام والدعوة الى التنوير. كما رحب بوجود الكاتب الصحفي جمال فهمي، والأجلاء علماء الأزهر الشريف والأعزاء من رجال الدين المسيحي والطلبة من الخريجين والخريجات. وأكد "الفقي"، أهمية إسهامات المسيحيين العرب في الحركة القومية، موضحًا أن ظهور الفتن والصراعات الطائفية مرتبط بتراجع المشروع القومي وبروز المشروع الديني، إذ أن المشروع القومي يجمع الجميع ويدعو إلى السمو والرقي ونشر المحبة والسلام والاستقرار، كما أشار إلى ما عبر عنه اللورد كرومر حيث قال: "لم أجد في مصر مسلمين ومسيحيين ولكني وجدت مصريين يذهب بعضهم الى المساجد يوم الجمعة ويذهب بعضهم الى الكنائس يوم الأحد"، ولم يتمكن من استمالة المسيحيين بدعوى وحدة الدين وذلك لأن البعد القومي أكثر رسوخًا. وأوضح "الفقي"، أهمية الدور الذي تقدمه دبلومة التراث العربي المسيحي من حيث نشر الوعي وروح الوئام وإعلاء دور المواطنة، كما دعا سيادته إلى ضرورة نبذ كل سبل الفرقة والتهميش والاقصاء والتمييز، ودعا إلى المضي معًا على طريق المستقبل. وأشاد بدور مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط بالكلية الانجيلية، وشدد على وضع مكتبة الإسكندرية كداعم وشريك دائم وأكيد لكل تلك الأهداف، ومواصلة مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية لدور المكتبة والعمل على نفس الطريق الذي بدأته إيمانًا بأن هذا هو دورها وتلك هي مسئوليتها وذلك من أجل وطننا الحبيب الذي نعتز به جميعًا. وتم عرض فيلم تسجيلي عن الدبلوم وأعضاء هيئة التدريس والطلبة والخرجين، وعرض موسيقي لفريق الكاروز، كما تم تكريم خريجي الدفعة الثانية لدبلوم التراث العربي المسيحي عن العام الدراسي 2017- 2018م. وشهد الحفل تكريم اسم نيافة الأنبا إبيفانيوس المتنيح، أسقف ورئيس دير القديس أبو مقار في وادي النطرون، باعتباره أحد المحاضرين الذي درسوا لطلاب هذه الدفعة. جدير بالذكر أن المكتبة أعلنت منذ أيام فتح باب التقدم لقبول دفعة جديدة للعام الثالث على التوالي، ويحاضر في الدبلومة نخبة من المتخصصين في مجال التراث العربي المسيحي، ويقبل الطلبة المهتمين من خريجي الجامعات والمعاهد المختلفة، كما تشتمل الدبلومة على دراسة عدة موضوعات من بينها التراث العربي المسيحي، التراث القبطي، الحوار المسيحي الإسلامي المبكر، الشعراء العرب المسيحيون، والترجمات العربية للكتاب المقدس. وتستمر الدبلومة لمدة فصلين دراسيين جامعيين، بواقع لقاء أسبوعي يومي الجمعة والسبت، في الساعة الثانية ظهرًا بمقر كلية اللاهوت الإنجيلية بشارع السكة البيضاء في العباسية بالقاهرة.