اجتاحت العاصمة التايلاندية "بانكوك" موجة غضب جديدة، وذلك بعد تعنّت الحكومة بشأن إجراء انتخابات مبكرة، على الرغم من التواجد في الشوارع منذ أكثر من شهر، ما اضطرّ المواطنين التايلانديين إلى التصعيد عبر الضغط على رئيسة الحكومة "ينجلوك شيناواترا" لدفعها إلى تقديم استقالتها، وذلك عن طريق إغلاق التقاطعات الرئيسية في مدينة "بانكوك" العاصمة، حيث أقاموا حواجز ومخيمات في ستة تقاطعات رئيسية في العاصمة. وبدأ آلاف المحتجين إغلاق الطرق الرئيسية في العاصمة التايلاندية "بانكوك"، اليوم الاثنين، مع سعيهم لإصابة المدينة بالشلل، مُصعّدين الضغط على رئيسة الوزراء كي تقدم استقالتها، وتابع جنود الشرطة والجيش الموقف مع توقف الحركة في العاصمة التي يقطنها نحو 12 مليون نسمة، ولكن لم يرد ما يشير إلى أن الحكومة تستعد للتصدي للمحتجين بالقوة، بينما أقام المحتجون حواجز دائمة ومخيمات في ستة تقاطعات رئيسية للطرق، ولكن يجري إغلاق تقاطعات أخرى أيضا بطرق مختلفة، وفي أحد التقاطعات - قرب سفارتي الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان - جلس نحو 100 محتجٍّ على الطريق لتعطيل حركة المرور، وتُعدّ هذه الاضطرابات أحدث فصل في صراع بدأ قبل ثماني سنوات بين الطبقة المتوسطة والمؤسسة الملكية في "بانكوك" من جهة، وأنصار "ينجلوك شيناوترا" وشقيقها رئيس الوزراء السابق "تاكسين شينتاوترا" - وأغلبهم من الفقراء وسكان الريف - من جهة أخرى. وكان الجيش قد قام بعزل "تاكسين" - الذي يعيش في المنفى الاختياري حالياً - في 2006، كما تمّ الحكم عليه غيابيا بالسجن لإساءة استخدامه السلطة في 2008، ولكنه ما زال له تأثير كبير على الحياة السياسية في تايلاند، وبدأ أنصار "تاكسين" ذوو القمصان الحمراء بتشكيل تجمعات في عدة مناطق بالعاصمة، مساء أمس الأحد، ولكنهم ابتعدوا عن مراكز "بانكوك" الحيوية، وقد قتل شخص في إطلاق نار خلال الليل قرب مكان احتجاج مزمع في شمال بانكوك. وقال متحدث باسم الشرطة، إن "مسلّحاً مجهولا أطلق النار على رجل قرب حاجز طريق أقامه محتجون مناهضون للحكومة، بينما لم يعرف حتى هذه اللحظة ما إذا كان الرجل أحد المحتجين أم لا"، وقد دعت ينجلوك شيناوترا - رئيسة وزراء تايلاند - إلى إجراء انتخابات مبكرة في الثاني من فبراير المقبل، وهو ما رفضه زعيم الاحتجاج "سوتيب"، الذي استبعد إجراء محادثات مع الحكومة في مقابلة نشرت أمس الأحد، لكنه أكد - في الوقت نفسه - أنه سيوقف حركته إذا تصاعدت وأدّت إلى أعمال عنف أو تحوّلت إلى خطر نشوب حرب أهلية، هذا في الوقت الذي نقلت فيه صحيفة "صنداي نيشن" التي تصدر بالإنجليزية، عن "سوتيب" قوله: "إذا أضحت الاحتجاجات حربا أهلية سأتوقف، لأن حياة الناس غالية عندي، وإذا حرّض أي شخص على حرب أهلية سأقول للناس عودوا إلى منازلكم".