ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن المشرعين الإيرانيين وجهوا يوم أمس توبيخا نادرا إلى الرئيس حسن روحاني، رافضين خططه للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 وإعادة فرض العقوبات لاحقا على طهران. وقالت الصحيفة – في تعليق لها بثته على موقعها الالكتروني - إن التصويت الاستثنائي الذي أجراه البرلمان أمس مثل أحدث ضربة لروحاني، الذي واجه انتقادات واسعة النطاق صاحبتها إقالة المشرعين لوزراء أساسيين في حكومته في ضوء الأضرار التي نجحمت من انهيار الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية، وهو ما دفع العملة الإيرانية إلى أدنى مستوياتها التاريخية. وفي مواجهة بعض الأسئلة من المشرعين علنا لأول مرة في رئاسته، دافع روحاني بقوة عن أدائه، وقال إن احتجاجات الشوارع في إيران شجعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سحب بلاده من الاتفاق النووي الذي تفاوضت عليه إيران مع ست قوى عالمية، وأكد روحاني أن الاتفاق أسهم في تخفيف العزلة السياسية والاقتصادية العالمية على إيران في مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية، ولا سيما برنامجها لتخصيب اليورانيوم. ومع ذلك، أوضحت الصحيفة أن المشرعين الإيرانيين لم يقتنعوا، مع ذلك، بدفاع روحاني عن نفسه وأعلنوا نيتهم فيما إذا كانوا سيحيلون الأسئلة حول التضخم المرتفع وتزايد معدلات البطالة وانهيار العملة وتهريب السلع إلى القضاء – وهي الخطوة التي يمكن أن تعرٌض روحاني لإجراءات المساءلة. وأضافت الصحيفة أن جلسة الأمس كانت الثانية من نوعها التي يستدعي فيها البرلمان الإيراني رئيسا جالسا لإستجوابه... بعد أن واجه محمود أحمدي نجاد استجوابا مماثلا بسبب المشاكل الاقتصادية عام 2011. وتابعت الصحيفة:"أن استجواب روحاني أسهم في تنامي شعوره بأن موقفه الراهن يعاني من عدم استقرار بشكل متزايد، حيث يسعى المرشد الأعلي علي خامنئي إلى التخفيف من حدة السخط واسع النطاق بسبب القيود الاجتماعية الصارمة والاقتصاد المتعثر. ففي هذا الشهر، اتخذ خامنئي خطوة غير عادية في إلقاء اللوم على حكومة روحاني في الأزمة المالية. ومع ذلك، رجح خبراء ومحللون قانونيون أن روحاني لن يُطاح به على الأرجح قبل انتهاء ولايته في غضون ثلاث سنوات. ولم يثبت البرلمان أن روحاني كسر أي قواعد، ما يجعل إحالته إلى القضاء غير قانونية، وفقا للخبراء. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الإحالة إلى تعزيز شوكة المتشددين الذين يعارضون أجندة روحاني الإصلاحية، التي مكنته من الفوز بشكل حاسم بفترتين. وبالنسبة لخامنئي، فإن روحاني رجل مهم يعمل على امتصاص الغضب العام الذي يطعن رجال الدين عند اعتلائهم سدة الحكم في بعض الأحيان. وتعليقا على ذلك، نقلت "واشنطن بوست" عن كريم ساجادبور، الخبير في شئون إيران في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، قوله:"إن أحد أهم ملامح حكم خامنئي تتمثل في أنه يمارس السلطة بدون محاسبة، ومن أجل القيام بذلك، فإنه يحتاج إلى رئيس يتحمل المسئولية دون سلطة".