«على مصطبة واحدة ودون سابق ميعاد وجدناهما يجلسان يحتسيان شاى العصارى.. بعد الترحاب وتوضيح أسباب الزيارة» قال عم حسنى 68 عاما: «لف يا بنى البلد واسأل الكبير والصغير مش هتلقى فى يوم حصلت مشكلة بين واحد مسلم ومسيحى ولا أساسا حتى اتكلم فى الموضوع ده، إحنا اتربينا فى بيوت واحدة إخوات أكلنا وشربنا وأرضنا مع بعض.. لا حد قال لحد أنت مسلم ولا أنت مسيحي، وجيل ورا جيل طلع كده». ويستكمل عم حسنى موظف سابق بوزارة الإسكان: «بلدنا حوالى 30 ألف نسمة منهم حوالى 10 آلاف مسيحي، البيوت واحدة والمناسبات واحدة، الفرح واحد والحزن واحد، وإذا كان ربنا جعل فسحة لعباده هنضيقها إحنا ليه على بعض ونحاكم بعض». فى نبرة فخر، يبدأ مجدى الصغير فى أواخر الخمسينات، حديثه عن مواقفه مع جيرانه المسيحيين، بقوله: «لما حصلت المذبحة بتاعة الأقباط المصريين فى ليبيا، القرية كلها كانت حزينة وعملنا عزاء هنا كبير ووقفنا مع إخواننا الأقباط نستقبل الناس اللى جاية العزا». ويضيف: «لو جيت فى أعياد الميلاد، هتلاقى المسلمين متواجدين داخل الكنيسة بيهنوا ويعيدوا عليهم ويحتفلوا بالعيد معاهم». ويستكمل عم مجدى موظف فى وزارة التربية والتعليم، حديثه عن قرية طنط الجزيرة، أنه بحكم وظيفته يرى الطلاب فى المدرسة يحترمون ديانات البعض ولا يقلل أو يحتقر أحد ديانة الآخر.