يحتفل المسلمون فى مصر وشتى بقاع الارض بعد غد الاثنين بذكرى مولد رسول الاسلام محمد بن عبد الله الذى يوافق 12 ربيع الاول من كل عام حيث يعتبره المسلمون مناسبة للاحتفاء بمولده الشريف ، وتبدأ الاحتفالات الشعبية بالمولد النبوى على مدى شهر ربيع بإقامة مجالس الذكر و الانشاد والمدح واستعراض الدروس من سيرته وذكر شمائله. وتتواكب ذكرى المولد هذا العام مع لحظة فارقة فى تاريخ الوطن يعيشها المصريون قاب قوسين او أدنى إذ يحل متزامنا مع يومى الاستفتاء على دستور مصر الجديد الذى يلحقه بعد ساعات قليلة ، والمولد النبوى الشريف هو أحد الاحتفالات الإسلامية المميزة فى مصر وواحدا من اكبر المناسبات الدينية بهجة على كافة المستويات الشعبية ، ويرجع المسلمون الذين يحتفلون به بداية الاهتمام بيوم مولده الشريف الى سيدنا محمد نفسه ، حيث كان يصوم يوم الاثنين قائلا " هذا يوم ولدت فيه " . وقد عرف عن المصريين حبهم للاحتفالات الدينية وبدأ الاحتفال به مع دخول الفاطميين مصر وقد اقيم اول احتفال رسمى بالمولد النبوى فى عهد الخليفة الفاطمى المعز لدين الله فى عام 973 هجريا ، و لم تتغير مظاهر الاحتفال بالمولد فى الريف والاحياء الشعبية فى المدن الكبرى منذ ذلك الحين ، فمع بداية شهر ربيع الاول من كل عام تقام سرادقات كبيرة حول المساجد الكبرى كمسجد الامام الحسين ، والسيدة زينب ، وتضم تلك السرادقات زوار المقام من المحتفلين بالمولد من مختلف قرى مصر والباعة الجائلين بجميع فئاتهم والعاب التصويب وبائعى الحلوى والاطعمة والالعاب البهلوانية والمنشدين والمداحين ، وتعد حلوى المولد من المظاهر التى ينفرد بها المولد النبوى الشريف فى مصردون غيرها من الدول . وفى عام 571 م (عام الفيل ) كانت مكة على موعد مع حدث عظيم له تأثيره فى مسيرة البشرية وحياة البشر طوال 14 قرنا من الزمان ، سيظل نوره يشرق على الكون ويرشد بهداه الحائرين الى ان يرث الله الارض وماعليها ،وقد سجل الكاتب اليهودى مايكل هارت شهادته فى التاريخ قائلا " إن محمدا هو اعظم مائة شخصية فى تاريخ الانسانية إذ نجح نجاحا مطلقا على المستوى الدينى والدنيوى تاركا اثرا عظيما فى نفوس المسلمين انعكس فى كثرة مظاهر محبته وتعظيمهم له ولآل بيته" . ونسب سيدنا محمد الشريف هو ابو القاسم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مره ويمتد الى الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وينتهى الى اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام. وقد بدأت اسباب تهيئته صلى الله عليه وسلم واعداده للرسالة من الله تعالى فى مهمته الجليلة ورسالته العظيمة جلية واضحه قبل ميلاده و منذ اللحظة الاولى فى حياته واجتمعت فيه اسباب الشرف والكمال مايوقع فى نفوس البشر استعظامه ويسهل عليهم قبول مايخبرهم به وأول تلك الاسباب كانت شرف نسبه ، ولم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا بل كان حنيفا مسلما ، وكان مولد سيدنا محمد نذيرا بزوال دولة الشرك ونشر الحق والخير والعدل بين الناس ورفع الظلم والبغى والعدوان . وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على وطنه اشد الحرص وهو ما انعكس فى دعائه فى وداع مكة حينما خرج منها ، هذا الدعاء الذى حمل اروع معانى الوطنية والانتماء, فقد كان ميلاد الرسول ايذانا بتأسيس الدولة الاسلامية دولة دستورها حرية الاعتقاد وكفالة الحقوق ومبدأ المواطنة ومحاربة الارهاب عملا بمبدأ من بغى ظلما وعدوانا فعليه تدور الدائرة . يوم مولد النبى عليه الصلاة والسلام هذا العام هو يوم بشرى لبلد ذكره الله تعالى فى كتابه الكريم صراحة ووصف رسوله الكريم جيشها بخير اجناد الارض يوم يمن إذ يحل يوم الاثنين كيوم ولد الرسول الكريم .