تستطيع الأوعية الدموية في مرحلة الشباب تعويض آثار السُّمنة، لكن بعد منتصف العُمر يفقد الإنسان هذه القدرة على التكيّف وتصبح الشرايين أكثر صلابة تدريجيًا مع ارتفاع نسبة الدهون في الجسم. ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد اقترحت دراسة حديثة أن مجموع عدد السنوات التي يعاني فيها الشخص من زيادة الوزن بعد أن يغادر مرحلة البلوغ له صلة بالآثار الضارة على الأوعية. ومن المعروف أن السُّمنة تشكل عامل خطر رئيسيًا لأمراض القلب، ولكن الأسباب العلمية وراء ذلك ليست مفهومة تمامًا. وقد تمّ فحص 200 متطوع في هذه الدراسة البريطانية التي أجراها مجلس البحوث الطبية في امبريال كوليج لندن، وذلك لقياس سرعة تدفق الدم في الشريان الأورطي، أكبر شريان في الجسم. وينتقل الدم بسرعة أكبر في الشرايين التي تعاني من درجات تيبّس مقارنة بسرعته في الشرايين التي تتمتع بحالة صحية جيدة، ما سمح للباحثين برصد درجة التيبّس في الشرايين بواسطة موجات الرنين المغناطيسي. ووجدت الدراسة أن الشرايين لدى الصغار الذين يعانون من زيادة في الدهون كانت أقل تيبسًا، لكن بعد سنّ ال 50 ظهرت صلة بين الدهون وصلابة الشرايين في كل من النساء والرجال. وارتبطت نسبة الدهون أكثر وبشكل وثيق مع تصلب الشرايين من دون وجود علاقة لذلك بمؤشر كتلة الجسم الذي يستند فقط إلى الوزن والطول. ويمكن قياس نسبة الدهون من خلال تمرير تيار كهربائي صغير عبر الجسم.