قال الدكتور أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية والخبير في الشأن الصيني، إن طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة "الحزام والطريق" في عام 2013، جعل العلاقات الصينية العربية تحظى بمنصة تواصل "أكثر اتساعًا وثراء عما قبل"، حسب قوله، لافتًا إلى أن وجود كانت الصين العام الماضي كضيف شرف في معرض أبو ظبي للكتاب، ساهم في جعل الدورة من أكثر دوراته نجاحًا كما أنها كانت المشاركة الثقافية الأضخم في تاريخ الصين بالمنطقة العربية. وأشار السعيد، في تصريحات ل"البوابة نيوز" على هامش صدور النسخة العربية لكتاب "شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة"، الصادر عن دار النشر باللغات الأجنبية بالصين، والذي تم إطلاقه مؤخرًا بالتزامن مع زيارة الرئيس الصيني إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، إلى أن الرئيس الصيني شخصية مؤثرة على الصعيد الدولي "لذا فنحن كعرب نحتاج لاستيعاب فكر هذا القائد وأفكاره وأسرار نجاحه كي يتسنى لنا فهم الصين"، وأضاف "العرب لديهم موقف ودي تجاه الصين ويستحسنون التجربة الصينية الناجحة، كما جذب نموذج وطريق نجاح الصين انتباه العديد من العرب، وجعلهم في حاجة أكبر إلى فهم الصين والتعرف عليها والإحاطة بها". الصين، الدولة التي تملك عدد سكان يبلغ خمس مجموع سكان العالم، حققت في السنوات الأخيرة معدل نمو اقتصادي هو الأسرع عالميًا، ما يُثير فضول العالم حول كيف يحكم القادة الصينيون مثل هذا البلد الكبير ذي العدد الهائل من السكان؟ "وحتى الآن لم يتمكن أحد من الحصول على إجابة مرضية"، حسب قول السعيد المُقيم هناك بشكل شبه دائم، وتنقل كثيرًا وسط المقاطعات الصينية، ويقول "منذ أن تولى الرئيس شي جين بينغ حكم البلاد، طرحت الحكومة الصينية العديد من خطط الإصلاح، وغطت العديد من المجالات، حيث بدأت مسيرة جديدة في بناء الصين الحديثة. لقد رأيت من قبل تعليقًا يصف الزعيم الصيني بأنه "لاعب بعشرة أصابع على البيانو يلعب دونما نشاز في الإيقاع أو خطأ في نغمة، إنه يشكل تركيبة معقدة تعمل بانتظام، ولا يمكن الاعتماد في ذلك على القدرات الفائقة فقط دونما تخطيط وإدارة منظمة معدة سلفا". ويؤكد السعيد أن المجلدين الأول والثاني من كتاب الرئيس الصيني يتناولان كل ما يتعلق بأفكار وممارسات الزعيم الصيني والحكومة الصينية حول حكم وإدارة الدولة "حيث يتضمن الكتاب في جميع خطب ومحادثات ومحاضرات شي جين بينغ التي أجراها خلال الفترة ما بين نوفمبر 2011 وحتى سبتمبر 2017، فهو لا يجيب فقط على كيفية تنمية الصين في العصر الحديث، وإنما يعد مرجعًا مفيدًا لتنمية الدول الأخرى"؛ لافتًا إلى أن ترجمة الكتاب إلى العديد من اللغات جاء بهدف مساعدة القراء من الدول الأخرى على فهم الصين بعمق "جعلتني هذه النقطة أتذكر الجملة التي طرحها شي جين بينغ من قبل حين قال: إن تطلعات الناس إلى حياة رغدة هو الهدف الذي نصارع من أجله. لقد أعطاني وضع مصلحة الشعب دائمًا أولًا انطباعًا عميقًا عن الصين وعما يجب أن تكون عليه الدول. وأضاف رئيس "بيت الحكمة": جعل كتابه الصين تظهر جلية أمام العالم، وجعل القراء من جميع البلدان يدركون بشكل مباشر أسلوب وخصائص وأفكار ومفاهيم الجيل الجديد من القادة الصينيين. ويعد هذا الكتاب علامة على أخذ الصين زمام المبادرة في التواصل مع العالم، ويوضح أيضًا استعداد الصين التي تزداد أهميتها شيئًا فشيئًا حاليًا اقتصاديا وجيوسياسيًا لتواصل أفضل مع العالم وبتوجه أكثر انفتاحًا. فتعد قراءة هذا الكتاب ضرورة لكل من يرغب في تعزيز التعاون والتبادل مع الصين.