لم يكن أحمد بن طغج الإخشيدي حاكمًا عاديًّا، فقد أُسندت له ولاية مصر كما حكمها غيره، لكنه كان صاحب دهاء سياسي أثبت للخليفة العباسي جدارته في القتال، فردّ محاولات الدولة الفاطمية للعودة إلى مصر، وأعاد الأمن والسلام، وأوقف كل مَن حاول إشعال الفتن والثورات في مصر، فأسلم له الخليفة العباسي حكم مصر عام 323 هجريًّا، وعندما علم والي مصر بهذا الأمر بدأ تدبير المعارك ليوقفه عن ذلك، هو وعامل الخراج الذي كان يسمى محمد بن علي الماذرائي، خاض أحمد بن كيفلج معركة ضد الإخشيدي قام فيها أحمد بن طغج بقيادة حملة عسكرية وأخرى بحرية أوقفت سعيهم لمنعه للوصول إلى الحكم، وبدأ يقضي على كل من له ميول للدولة الفاطمية؛ ليثبِّت حكمه على ولاية مصر، ويؤسس الحكم الإخشيدي على مصر، أما لقب إخشيدي فكان يطلق على ملوك فرغانة، وهي كلمة تركية تعني ملك الملوك. توفي أحمد بن طنج الإحشيدي في مثل هذا اليوم، وأُسند الحكم لابنه أبي القاسم أنجور، الذي لم تكن سنه تؤهله لقيادة البلاد، فأصبح كافور الإخشيدي وصيًّا عليه، وخاض معارك أدبية مع الشاعر أبي الطيب المتنبي، أحد أهم الشعراء في التاريخ العربي، وهجاه المتنبي أكثر من مرة.