اعتبرت صحيفة "معاريف" أن الخطة الأمريكية التي يعمل عليها وزير الخارجية "جون كيري" مرآة عكست الخلافات العميقة بين بين إسرائيل والإدارة الأمريكية من جهة، والخلافات بين أمريكا والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى. واعتبر الكاتب "إيلي بردنشتاين" أنه لن يتحقق اتفاق في ظل استمرار هذه الاختلافات العميقة بين أمريكا – إسرائيل – السلطة الفلسطينية. وقال بردنشتاين إن التوتر المتصاعد بين مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي، المحامي "إسحق مولخو"، والمبعوث الأمريكي "مارتن أنديك"، انتقل إلى الحكومة في إسرائيل، التي تشعر أن كيري يستخدم الاتحاد الأوروبي كمسدس موضوع على الطاولة، في إشارة للضغط على نتنياهو والتهديد بالعزلة الدولية. يضغط كيري على نتنياهو لقبول صيغة "القدس عاصمة الدولتين"، وصيغة مخففة تتناول "مسألة اللاجئين تتيح تحقيقا محدودا لحق العودة"، هذا بالإضافة إلى صيغة الوثيقة الأمريكية التي تتناول حدود 1967 كأساس للتفاوض على حدود الدولتين، وهو الأمر الداعي بحق للجدل.. فعلى كيري أن يكون واضحا في صياغته للوثيقة حول ماذا سيتبقى في يد إسرائيل وماذا لا يتبقى. فقبول خطوط 1967 مع تبادل الأراضي، بما في ذلك الكتل الاستيطانية، ولا يجوز الإستهانة بهذه الصيغة، لأن نتنياهو سيبدي تنازلا عن المستوطنات التي خارج الكتل، التي لن يستطيع البناء فيها، الصيغة التي سيحقق كيري من خلالها هدوءا حقيقيا على الساحة المتفجرة والمتعلقة بالبناء في المستوطنات. في العام 2011، وافق نتنياهوعلى الاقتراح الأمريكي، الذي رفع إلى الرباعية، لتثبيت خطوط توجيه للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي قضي بأن تقوم المفاوضات على أساس حدود 1967 مع تبادل للأراضي، مع مراعاة التغييرات الديمغرافية على الأرض، هذا في مقابل أن يعترف الفلسطينيون بيهودية دولة إسرائيل "الدولة القومية للشعب اليهودي"، ورفض الأمين العام للأمم المتحدة، ووزير الخارجية الروسي، ووزيرة الخارجية الأوروبية،باسم الفلسطينيين المسودة الأمريكية. كما يضغط كيري على نتنياهو لقبول ترتيبات الأمن، خاصة، في غور الأردن، مع أن ثلاثة وزراء إسرائيليين على الأقل، في المجلس الوزاري السياسي الأمني الإسرائيلي، لا يقبلون هذه الترتيبات على المستوى العملي، الأعمدة الأساسية الثلاثة، الحدود، الأمن والقدس، هي التي تقوم عليها الخطة الأمريكية، وشريطة أن يتحقق التوافق حول هذه العناصر، يعترف الطرفين أثناء التوقيع على التسوية الدائمة اعترافا متبادلا بالدولتين القوميتين، وبينما يؤكد كيري لنتنياهو بأنه سينجح في إقناع الرئيس الفلسطيني أبو مازن بالإعتراف بدولة يهودية، ولكنه يريد مرونته في مسائل أخرى، يصعب على نتنياهو تلبية طلبه. وفي إشارة لتحميل الجانب الفلسطيني مسئولية فشل المباحثات حال تفجرت، قال بردنشتاين، إن كيري والأوروبيون مقتنعون بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمو عباس، هو الذي يضع العراقيل، وينبغي اقناعه، وينبغي تعزيزه، وكيري الذي يصطدم بالرفض الفلسطيني تقريبا في كل خطوة، يعدل مواقفه، كل مرة في غير صالح إسرائيل . وقال بردنشتاين إنه من المتوقع أن يعود كيري لإسرائيل الأسبوع القادم، بعد محاولته ربط الجامعة العربية بجهوده، تستمر التحذيرات الإسرائيلية من تصاعد الجهاد العالمي بالإقليم، والذي يترسخ على حدودنا، يقصد سوريا وحزب الله في لبنان، ولا يزال هناك من يقول، بأن حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني لن يؤدي لاستقرار المنطقة، وأن مشكلة الإقليم الحقيقية كأمنه في الجهاد العالمي.