الأسطى محمد الحلو، صاحب ال 45 خريفًا، قصة منسية كغيره من آلاف المنسيين بين جدران الورش، يبحث عن مكتشف لخبرته بعدما ضاقت عليه المهنة بما رحبت، لتلقى به فى ورشة لميكانيكا السيارات لا تتعدى المترين فى منطقة أرض اللواء. يقف الأسطى محمد بين قطع غيار يبدو عليها عشرات السنوات، أو يجلس على كرسيه خارج الورشة نظرًا لضيقها، يبدأ حديثه متحسرًا على أيامه التى مضت كان وقتها عصره الذهبى قائلا: «الحكاية والوقفة دى من حوالى أكتر من 35 سنة كنت يادوب وقتها 10 سنين، الورشة هى بيتى وأهلى ومدرستي، اللى اتعلمت فيها كل حاجة، حتى اتعلمت فيها القراءة والكتابة من المعلم، كان وقتها المعلم أو الأسطى هو أستاذك فى الحياة، وأنا ربنا كان كرمنى بحد الجدعنة كانت فى دمه، علمنى المهنة وأصولها، فى ورشة الدقى وكان وقتها من أحدث عربيات المرسيدس فى التسعينيات كانت تيجى عندنا، رجال الأعمال والمشاهير وكل اللى عنده عربيات موديل عالى وقتها، يعنى مثلا الفنان عبدالرحمن أبوزهرة، ومحمد متولي، وسعيد صالح، كل دول كانوا زباين فى الورشة، وكان وقتها مفيش حاجة اسمها صيني، ولا تغيير مارش ولا المروحة، كان الأسطى بيقولى عشان تبقى أسطى فاهم مفيش حاجة اسمها اشتريلى كذا فى حاجة تجيب الحاجة البايظة وتصلحها، تشوف الناقص وتكمله من العدة القديمة عندك، وكانت كلمته دايما هما الخواجات يفرقوا بدماغهم عننا إيه شوفه بيتعمل إزاى واعمله، وفعلا بقيت مبقولش للزبون اشتري، الأسطى توفى، والورشة اتقفلت والزباين مبقتش زى زمان، والصينى بقى بديل للتصليح، ففتحت ورشتى الصغيرة دى فى أرض اللواء، طبعا معنديش صبيان، أو دلوقتى عشان تجيب صبى تديله أقل حاجة 50 جنيه فى اليوم بس عندى أولادى بيساعدونى أوقات كتير». ويختتم حديثه: «أنا والحمد لله أقدر أعمل المارشات ومراوح العربيات بدل من الشغل الصينى والمراوح الصينى بتاعة العربيات اللى آخرها سنة وتعطل، يعنى أظبط مكنة العربية من غير ما أقول للزبون روح اشتري، لأنه عندى عدة زى ما أنت شايف باخد البايظ وأبدله بالسليم وبتبقى أحسن من الجديد، بس خلاص الناس بقيت تستسهل والصينى غير السوق، بس مع ارتفاع الأسعار بدأت الحالة تمشى والناس تشترى منى المستعمل عشان الغلاء، قولوا للناس فيه أسطى بدرجة دكتور فى أرض اللواء ومتتخضش إن الورشة صغيرة».