في ثاني حادثة من نوعها خلال 24 ساعة، اغتال مسلحون مجهولون، مساء الخميس، جنديا حكوميا في منطقة سيناي بالعاصمة الصوماليةمقديشيو، وأخذوا سلاحه. وأفادت وسائل الإعلام الصومالية، بأن المهاجمين، الذين كانوا يستقلون دراجة نارية، وبحوزتهم مسدسات، تمكنوا من الهرب، قبل أن تصل القوات الأمنية إلى مكان الحادث. ويعتبر هذا الاغتيال الثاني، الذي تشهده مقديشيو خلال 24 ساعة، حيث اغتال مسلحون مساء الأربعاء الموافق 27 يونيو، مدنيا في مديرية حمر ججب بالعاصمة الصومالية. وتكررت في الأسابيع الأخيرة حوادث التفجيرات الناجمة عن العبوات الناسفة ومحاولات الاغتيال التي يتعرض لها المدنيون ورجال الأمن في مقديشيو، ما أسفر عن سقوط حوالي 70 قتيلا. وتبنت حركة "الشباب" المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش مسئولية بعض هذه الحوادث، التي أثارت حالة من الذعر في نفوس المدنيين. وفي 23 مايو الماضي، أعلن تنظيم "داعش" مسئوليته عن اغتيال شرطي مرور بإطلاق الرصاص عليه بتقاطع بكارو في مقديشيو. وذكر موقع "الصومال الجديد"، حينها، أن ضابط استخبارات صومالي قتل بطريقة مماثلة في أواخر إبريل الماضي، قبل حادثة اغتيال الشرطي. وأضاف الموقع أنه في إبريل الماضي، ألقي القبض أيضا على متشدد يشتبه في أنه تابع لداعش في مقديشيو، بحوزته مواد لصنع القنابل ويعتقد أن مسلحي داعش يقفون وراء 15 هجوما على الأقل داخل الصومال منذ مطلع عام 2018. ويبدو أن طريقة عمل داعش هي الاغتيالات المستهدفة لرجال المخابرات والشرطة والقيام بالتصوير أثناء عمليات القتل لأغراض دعائية. وحصل داعش على موطئ قدم له بالصومال في عام 2016 بعد استيلائه لفترة قصيرة على بلدة "قندالا" بولاية بونت لاند في شمال شرقي الصومال في أكتوبر 2016. وقد سيطرت الجماعة على البلدة منذ ما يقرب من شهرين قبل أن تشن قوات بونتلاند حملة عسكرية لاستعادتها. ويتزعم فرع تنظيم داعش في الصومال عبد القادر مؤمن الذي هو مسئول سابق في حركة الشباب المتشددة، حيث ترك هذه الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة في عام 2015. ويتمركز عناصر داعش في جبال جل جلا في شمال شرق الصومال، وتثير الهجمات التي نفذها التنظيم مؤخرا في مقديشيو المخاوف من توسع أنشطته في الصومال. وبدورها، تشن حركة "الشباب"، هجمات متكررة للإطاحة بالحكومة المركزية الصومالية، وإقامة حكمها الخاص القائم على تفسير متشدد للشريعة الإسلامية. وتنفذ الحركة أيضا هجمات في كينيا، معظمها في منطقة تقع على الحدود مع الصومال للضغط على الحكومة الكينية، لسحب قوات حفظ السلام التابعة لها من الصومال. وبعد طردها من مقديشيو، عام 2011، فقدت حركة الشباب سيطرتها على معظم مدن وبلدات البلاد، إلا أنها لا تزال تحتفظ بتواجد عسكري قوي في الريف الصومالي، خاصة في جنوب، ووسط البلاد.