هددت رئيسة الحزب الديمقراطي الوحدوي، أكبر الأحزاب السياسية في أيرلندا الشمالية، بالانسحاب من اتفاق لدعم حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إذا ما تبنت ماي اتفاقا خاصا بالخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) يعامل إيرلندا الشمالية بشكل مختلف عن باقي المملكة المتحدة. وفي تصريحات متلفزة أوردتها صحيفة "بلفاست تليجراف" الإيرلندية الشمالية اليوم الأحد، شددت فوستر على أن المساواة بين إيرلندا الشمالية وبريطانيا فيما يتعلق بنظام الجمارك مع الاتحاد الأوروبي هي بمثابة خط أحمر بالنسبة لحزبها، الذي يؤيد نوابه العشرة في مجلس العموم نواب حزب المحافظين البريطاني بموجب اتفاق يعرف ب" العرض والطلب". وقالت إن الخط الأحمر لحزبها هو ألا تعامل إيرلندا الشمالية بشكل مختلف عن باقي المملكة المتحدة وألا تكون هناك حواجز تجارية بين إيرلندا الشمالية والسوق الأكبر بالنسبة لها وهو بريطانيا العظمى، موضحة أن حزبها سيحكم على أي مقترح بناء على هذا الخط، ولفتت إلى أن تيريزا ماي تعلم جيدا أنه ليس بإمكانها تجاوزه أو اقتراح أي شيء ينتهكه وإلا فلن تتمكن ببساطة من الحصول على دعم الحزب. ووفقا للصحيفة، يدرس وزراء حكومة ماي حاليا الأفكار الخاصة بحل مسألة الحدود الإيرلندية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكشفت تقارير عن أنه من بين الحلول المقترحة، ما طرحه الوزير المكلف بشؤون بريكست ديفيد دافيس، ورفضته حكومة ماي، وهو يضع تصورا بأن تكون إيرلندا الشمالية محكومة بنظام مشترك من لوائح الجمارك البريطانية ولوائح الاتحاد الأوروبي، مما يسمح لها بالتجارة الحرة مع الجانبين، بالإضافة إلى إقامة منطقة اقتصادية خاصة تمتد على مساحة تتجاوز 10 أميال على الحدود مع أيرلندا. وكلف وزراء الحكومة الشهر الماضي بتحليل الخيارين الرئيسيين المطروحين حتى الآن لحل المسألة وهما مقترح بإقامة "شراكة جمركية" تستمر بموجبها بريطانيا في تحصيل التعرفة الجمركية نيابة عن الاتحاد الأوروبي، والآخر يعرف بخيار "التسهيلات القصوى"، ورفضت بروكسل الخيارين ووصفهما كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في مفاوضات "بريكست" ميشال بارنييه أمس الأول بأنهما "غير عمليين ولا مقبولين". ويدعو زعماء الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق تقدم في المسألة بحلول موعد اجتماع المجلس الأوروبي في نهاية يونيو الجاري. يذكر أن مسألة الحدود بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا والنظام الجمركي بينهما هي إحدى العقبات التي تواجه بريطانيا والاتحاد الأوروبي في خضم مفاوضات البريكست.