بساط الريح.. جامبيا: "الثريد" واللحوم والخضراوات على مائدة الإفطار

تمتاز دول العالم بعادات وتقاليد يختلف بعضها البعض، تبرز فى شهر رمضان، سواء بمظاهر الاحتفال أو الاستعدادات لهذا الشهر الكريم، وتربط الشعوب أصالة وعراقة عربية بين أبنائها والوافدين إليها. فى تلك الأيام، يُفرش البساط لإحياء ليالى رمضان، واستعادة ذكرياتها فى الدول كافة، وترسيخ تقاليدها، لبث السعادة والبهجة على ملامح الشعوب.
لكل دولة عادات وتقاليد تختلف عن غيرها، ولرمضان دولة جامبيا، طابع خاص يميزها عن باقى الدول الأفريقية، أبرزها أن حكومتها حظرت الموسيقى والرقص والغناء خلال الشهر الفضيل، وبالفعل احترم الشعب الجامبى الحظر.
جامبيا هى أصغر دول القارة الأفريقية السوداء، وهى تقع وسط أراضى السنغال الكبرى، وتطل على المحيط الأطلنطى عبر ميناء «بنجول» الذى يُعد العاصمة فى نفس الوقت، ورغم صغر حجمها غير أن بها أكبر عدد من الذين يقرأون ويكتبون باللغة العربية، وتنتشر بها المدارس والمعاهد الدينية والإسلامية التابعة للأزهر، ويبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة جميعهم مسلمون.
مهرجانات ضخمة تلتزم بآداب الإسلام، تبدأ مع حلول شهر رمضان، فى المدن الرئيسة.. بتلك الكلمات يبدأ إبراهيم ناجي، أحد طلاب جامعة الأزهر الشريف، ومن أبناء دولة جامبيا، حديثه عن ذكريات الشهر الفضيل فى بلاده والعادات والتقاليد التى يتبعها الشعب فى تلك الفترة، ويوضح أنه يتم الإعلان عن بعض الفعاليات والبرامج التى سوف تنظمها المساجد والمؤسسة الدينية طوال الشهر.
ويضيف «ناجي» أن مساجد جامبيا من أقدم المساجد وأعرقها ولقد عرفتها القارة الأفريقية كلها، وتتحول ساحات المساجد للنشاط الإسلامى من دروس دينية ومسابقات قرآن كريم، وبلاغة، وخطابة باللغة العربية واللغات المحلية خلال هذا الشهر، كما يصل علماء من الأزهر والدول الإسلامية؛ لتنشيط الدعوة الإسلامية فى هذا الشهر. وعن الإفطار، يستكمل حديثه: يتمسك الأهالى بالسنة النبوية فى الصيام والإفطار فهم يتناولون التمر بعد أذان المغرب مباشرة يصاحبه المشروب المفضل «روى» وهو عبارة عن ذرة مبشورة مخلوط معها اللبن الحليب، ويقدم ساخنًا للصائم.
ويتابع: الوجبة الرئيسية على المائدة الجامبية هى الثريد «الفتة» واللحوم والخضروات وبعض الأطعمة الحلوة المخصصة لشهر رمضان. وفى ليلة القدر، يختتم «ناجي»: أن الشعب الجامبى يحضر الاحتفالات الدينية ودروس الفقه للفقهاء، ويتسحرون فى المساجد فى هذه الليلة ولا يعودون إلى منازلهم إلا بعد الانتهاء من صلاة الفجر وتنهى الليلة بتوزيع الهدايا والصدقات وتوزيع الزكاة.