"داعش"، اسم مختصر ل "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وهي منظمة إرهابية لم تكن موجودة في العراق قبل الاحتلال، ولا في سوريا قبل أحداثها المروعة الأخيرة، وحين فجرت أحداث "درعا" الثورة السورية وفتحت باب الصراع، بدأ النظام السياسي في دمشق حركته عبر خلق البديل المناقض لنقيضه، وتمثل البديل في تصنيع "داعش" ودعمها وتسليحها ضد الجيش العربي السوري الحر، والهدف هو الحفاظ على جيش النظام السوري من الاستنزاف، وجعل القوى المتضادة على الأرض السورية تستنزف بعضها البعض لصالح النظام، فيما يتفرغ النظام من جهة أخرى لمنع تداعيات تفكك المؤسسة العسكرية النظامية. ظهر تنظيم "داعش" في العام 2006 في العراق، وهدفه الأول كان - ولا يزال - هو إقامة دولة الخلافة الإسلامية في المناطق التي تسكنها غالبية من السنة في العراق، واليوم في سوريا أيضًا، وقد تأسس التنظيم بشكله الحالي على يد الأردني أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل في غارة أمريكية في يونيو 2006، بعدما تمكن من السيطرة على مناطق كبيرة في غرب العراق وشماله. ويعتبر تنظيم "داعش" الأكبر والأكثر قدرة بين التنظيمات المسلحة المتمردة والمتطرفة في العراق، حيث يتبنى معظم أعمال العنف في البلاد، التي غالبًا ما تستهدف القوات الأمنية والمناطق التي تسكنها غالبية من الشيعة، وفى ديسمبر الماضي دعت وزارة الخارجية الأمريكية - في بيان مطول لها - قادة منطقة الشرق الأوسط إلى وقف تمويل وتجنيد عناصر لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وأيضًا وقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا، وقال البيان إن "الدولة الإسلامية في العراق والشام هي فرع من تنظيم القاعدة، الذي هو عدو مشترك للولايات المتحدةالأمريكية وجمهورية العراق، ويشكل تهديدًا لمنطقة الشرق الأوسط الكبير". تصاعدت المواجهة مع فرع تنظيم القاعدة المسمّى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - داعش - في كل من العراقوسوريا، فيما يسعى هذا التنظيم إلى تعزيز مناطق نفوذه وإقامة دولة على جانبي الحدود السورية – العراقية. وتكشف تفاصيل المشهد السياسي على جانبي الحدود، عن مساعي تنظيم "داعش" لإحكام سيطرته على مناطق نفوذ في تلك المنطقة، كما يحاول تنظيم "داعش" - المرتبط بتنظيم القاعدة الإرهابي - أن يتخذ من محافظات حدودية متاخمة لبعضها بعضاً - اثنين في سوريا، ومثلهما في العراق - أساساً لدولة يحصّن فيها تنظيم القاعدة، وعلى الجانب السوري يستميت تنظيم "داعش" من أجل السيطرة على محافظتي الحسكة ودير الزور، بينما يسعى على الجانب العراقي إلى السيطرة على محافظتي نينوى والأنبار، ويخوض التنظيم في سعيه لتشكيل مرتكز قوي للقاعدة في هذه المنطقة - معارك مع عديد من القوى على الأرض، وعلى الجانب السوري يخوض تنظيم القاعدة مواجهة مع الأكراد في الحسكة، وهم حجر عثرة أمام تقدم "داعش" في تنفيذ مخططاته، وفي دير الزور يقاتل تنظيم القاعدة في معارك قاسية ضد جبهتين يقود إحداهما الجيش الحر، وتقود الثانية جماعات متشدّدة أخرى. أما على الجانب العراقي من الحدود فلم يتمكن تنظيم "داعش" من إحداث اختراق يُذكر في محافظة نينوى، بسبب الثقل الأمني الرسمي العراقي في هذه المحافظة، التي تعتبر ثاني أكبر المحافظاتالعراقية، وفي المقابل، تمكن تنظيم "داعش" من التغلغل إلى محافظة الأنبار، ويعزو بعض الخبراء ذلك إلى أسباب عدة منها سهولة عبور عناصر تنظيم "داعش" إلى الجانب السوري وعودتهم إلى الجانب العراقي من الحدود. ومن بين تلك الأسباب أيضاً الطبيعة الجغرافية الصحراوية لمحافظة الأنبار، التي تفسح المجال واسعاً أمام تحرك غير مرصود لعناصر "داعش"، فيما اعتبر الجيش السوري الحر، أمس الأحد، أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - داعش - ونظام بشار الأسد "شيء واحد"، في وقت طالب الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي بالاعتراف بأهمية دعم القوى الثورية في معركتها ضد تطرف تنظيم القاعدة.