في مثل هذا اليوم 26 مايو الموافق 16 بشنس للشهداء نعيد بتذكار القديس يوحنا الإنجيلي وبشارته في آسيا الصغرى ومدينة أفسس وما حولها من البلدان، وتكريس كنيسة على اسمه بمدينة الإسكندرية قاسى "يوحنا" من الأهوال وما لحقه من عابدي الأوثان إلى أن أعادهم إلى معرفة الله وأنقذهم من طغيان الشيطان بتعاليمه والآيات التي أجرها الله على يديه ثم كتب إنجيله. ثم صعد بالروح إلى السماء ورأي الطغمات السمائية ومراتبهم وسمع تسبيحهم وكتب بذلك سفر الرؤية. وكان ذلك أيام الإمبراطور دومتيانس عند ما نفاه بعد أن وضعه في مرجل زيت يغلي ولم يؤثر عليه- وهناك في المنفي في جزيرة بطمس كتب هذا السفر. وبعد قتل دومتيانس سنة 96م رجع يوحنا إلى أفسس ولاحظ وجود مبتدعين من النيقولاويين يعلمون أن المسيح مولود ولادة طبيعية من يوسف ومريم فكتب أنجيله "يوحنا" ردا على افتراءاتهم. كان شغوفا بهداية الخطاة فقد هدى شابا وسلمه للأسقف وقال له "احتفظ بهذه الوديعة عندك" ولكن الشاب أساء التصرف وأفسدت المعاشرات الرديئة أخلاقه وصار رئيسا للصوص، ولما رجع سأل الأسقف عن الوديعة فأظهر الأسقف أسفه للحالة التي صار فيها. فجهز القديس حصانا وأخذ دليلا وسافر إلى مكانه ولما بلغه قبض عليه اللصوص وساقوه إلى زعيمهم ولما دقق النظر في الرسول اعتراه الخجل وفر هاربا فقال له "يا ابني ارحم نفسك فلا يزال باب الرجاء مفتوحا لخلاصك وأنا كفيلك عند الرب" فهطلت الدموع من عينيه ورجع تائبا وقدمه للتناول من الأسرار المقدسة لتقويه. رتب هذا العيد تذكار لبشارته ولأنه في مثل هذا اليوم كرست كنيسة علي اسمه بمدينة الإسكندرية.