ذكرت صحيفة (ساوث تشاينا مورنينج بوست) الصينية، أن الأطراف الفاعلة في شرق آسيا وعلى رأسها الصينوروسياواليابان تسعى إلى ضمان الحصول على مقاعد على طاولة مفاوضات نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية مع تحول الأوضاع سريعا في شبه الجزيرة الكورية. وأضافت الصحيفة - في تقرير لها اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني - "أن معركة النفوذ الممتدة منذ عقود في أزمة كوريا الشمالية أصبحت في أوجها مع اقتراب اجتماعات قمة رفيعة بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، غدا الجمعة". وأشارت الصحيفة إلى أن المنطقة شهدت خلال الشهور الأخيرة، تخفيفا لضغط التوترات التي تصاعدت، بعد سلسلة من التجارب النووية التي أجرتها كوريا الشمالية والعقوبات الدولية الانتقامية ضدها، عبر إعادة تقارب الكوريتين خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. ونقلت الصحيفة عن محللين: أن الاجتماعات المرتقبة تمثل فرصة لتمهيد الطريق للمزيد من المفاوضات التي ستتضمن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، إلا أن الأطراف المهمين لديهم مصالح أمنية مختلفة حيث يضغط بعضهم لإعادة استكمال المفاوضات سداسية الأطراف التي علقت في 2009، بينما يفضل آخرون وجود لاعبين أقل على طاولة الحوار. وذكرت الصحيفة أن الصين تريد مكانا لنفسها كدولة مركزية في دبلوماسية شبه الجزيرة الكورية مع ارتباط أمن المنطقة بشكل وثيق باستقرار شمال شرق الأراضي الصينية. ورغم أن بكين كانت دائما مدافعة عن المحادثات سداسية الأطراف، لكن المحللين يرون أنها قد تفضل حاليا محادثات رباعية لتحظى بنفوذ أكبر خلال الحوار حول نزع السلاح النووي دون وجود روسيا وخاصة اليابان. ومن جانب آخر، تضع الولاياتالمتحدة على رأس أولوياتها الاستراتيجية في المنطقة مكافحة النفوذ العالمي المتنامي للصين خوفا من أن صعود الصين قد يقوض النظام العالمي الذي تقوده واشنطن. ومن هذا المنطلق، قال مسئول سابق في وزارة التوحيد الكورية الجنوبي: "إن الولاياتالمتحدة تفضل محادثات ثلاثية مع الكوريتين أو مفاوضات ثنائية مباشرة بين واشنطن وبيونج يانج فقط، خاصة وأن استبعاد الصين من طاولة الحوار يعطي أمريكا طريقا للتحقق من النفوذ الصيني المتنامي". وأوضح المسؤول - حسبما نقلت الصحيفة - أن أحد الطرق المتاحة أمام الولاياتالمتحدة لمعادلة النفوذ الصيني في شمال شرق آسيا هو تكثيف تواجدها العسكري في شبه الجزيرة الكورية، لكن إذا انضمت بكين إلى المحادثات لن تتمكن واشنطن من التحدث بحرية عن الخيارات المتاحة مع كوريا الشمالية. أما كوريا الجنوبية تفضل محادثات ثلاثية مع كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة بآلية حوار مشترك، حسب مصادر دبلوماسية في سول، نظرا لأن تأثيرها ونفوذها يمكن أن يقل في حالة عقد محادثات رباعية أو سداسية الأطراف. وأشارت الصحيفة إلى أن هدف كوريا الجنوبية من المفاوضات هو تحقيق نزع السلاح النووي ومنع وقوع أي نزاع عسكري في شبه الجزيرة الكورية، وفي الوقت ذاته تجنب تهميشها عند اتخاذ أي تحركات في عملية المصالحة مع كوريا الشمالية. وقالت الصحيفة: "إنه من جانب آخر ترغب كوريا الشماليةوروسياواليابان في مفاوضات سداسية الأطراف ليحافظ كل منهم على مصالحه الخاصة في المنطقة". وأوضح محللون، أن سياسة كيم جونج أون هي التلاعب بالدول ضد بعضها ما يجعل المفاوضات السداسية فرصة أمامه ليجلس على طاولة الحوار وبجانبه أقرب حلفائه الصينوروسيا، وهو ما ظهر جزئيا في زيارته السرية إلى بكين للقاء الرئيس الصيني شي جين بينج قبيل الاجتماع برئيسي كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة. وأضاف المحللون أن النفوذ الروسي قد تقلص في شبه الجزيرة الكورية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يدفعها للحرص على تجنب تهميشها في حل أكبر أزمة بالمنطقة خاصة وأنها تقع على حدودها الشمالية الشرقية. وأشاروا إلى أن اليابان أيضا تم تهميشها خلال التطورات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية، لكن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي سعى لإصلاح ذلك عن طريق استكشاف احتمالية عقد قمة مع كيم جونج أون.