ذكرت صحيفة (ذا جابان تايمز) اليابانية أن طوكيو حافظت على رد فعل باهت تجاه روسيا ، في الوقت الذي بادرت فيه أكثر من 20 دولة من بينها الولاياتالمتحدة ودول أوروبية كبرى بطرد دبلوماسيين روس ومسئولين استخباراتيين جراء قضية تسميم الكولونيل السابق في المخابرات العسكرية الروسية سيرجي سكريبال على الأراضي البريطانية. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا، عندما سُئل عما ستتخذه طوكيو بعدما قررت عدة دول غربية طرد دبلوماسيين روس ، "اليابان أبلغت الجانب الروسي بأن استخدام أسلحة كيماوية أمر غير مقبول". وأضاف سوجا ، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء ، أنه يأمل في أن يُظهر التحقيق الذي تجريه الشرطة البريطانية ومنظمة حظر الأسلحة النووية الحقيقة وراء حادث تسميم سكريبال. ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن طوكيو تجد نفسها في مأزق فيما يخص محاولتها أن تكون على علاقة جيدة مع الحلفاء الغربيين وموسكو، إذ تواصل اليابان أجندتها الدبلوماسية مع روسيا على أمل أن تحقق اليابان تطورًا في النزاع الإقليمي الذي يتضمن جزر هوكايدو التي تسيطر عليها روسيا. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تبدو فيها اليابان مترددة في اتخاذ موقف متشدد تجاه روسيا كوسيلة لإبقاء أجندتها الدبلوماسية في مسارها. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة طوكيو جيمس براون " إن موقف اليابان يعد غريبًا ، وذلك لأن كل هؤلاء الحلفاء يعارضون روسيا ، غير أن رئيس الوزراء الياباني ووزير خارجيته لم يقوما فقط برفض طرد دبلوماسيين روس بل رفضا تمامًا توجيه أصابع الاتهام لموسكو". وأضاف براون أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يعلم أنه إذا قام بطرد دبلوماسيين روس أو حتى شدد لهجة التصريحات الحكومية ، فيمكن أن يفسد ذلك فرصة آبي الذهبية لتحقيق انفراجة في النزاع الإقليمي بين البلدين. وفي سياق متصل ، أشارت الصحيفة إلى أن اليابان فرضت عقوبات أقل على روسيا مقارنة بحلفاء آخرين ردا على ضم روسيا شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا عام 2014. يأتي ذلك في وقت حرج للعلاقات الثنائية بين موسكووطوكيو ، إذ يستعد الدبلوماسيون من كلا الجانبين لعقد قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني المقرر عقدها في روسيا نهاية مايو المقبل.