رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن قطبي الاقتصاد العالمي لن يخاطرا بتصعيد النزاع الحالي حول الاختلالات التجارية الناجمة عن إقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما على الواردات الصينية. وأضافت الصحيفة البريطانية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد، أن أكبر الاقتصادات في العالم، الولاياتالمتحدةوالصين، ترسلان إشارات متضاربة حول ما إذا كانا متوجهين إلى التسبب في اندلاع حرب تجارية شاملة، التي تثير الاضطرابات في أسواق الأسهم العالمية. وقال القيصر الاقتصادي الصيني، ونائب رئيس الوزراء ليو هو لوزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشين أمس السبت إن بكين مستعدة للدفاع عن مصالحها بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لفرض التعريفات الجمركية على ما يقرب من 50 مليار دولار من الواردات الصينية. وذكرت الصحيفة أن تصريحات ليو كانت أكثر هدوءا من رد الفعل الأولى للقيادة الصينية على قرارات ترامب، لكن السفير الصيني لدى الولاياتالمتحدة تسوي تيانكاي قال على التلفزيون الحكومي "إذا فرض شخص ما حربا تجارية على الصين، فسوف نقاتل حتى النهاية". وطرحت الصين رسوم جمركية بقيمة ثلاثة مليارات دولارات فقط على سلع أمريكية تشمل الفواكه الطازجة والمكسرات والنبيذ ولحوم الخنزير وأنابيب الألمنيوم والصلب المعاد تدويره، فيما أعرب منتجو لحم الخنزير في الولاياتالمتحدة عن ذعرهم من القرارات الصينية، نظرا لتصدير منتجي الخنزير في الولاياتالمتحدة العام الماضي منتجات بقيمة 1.1 مليار دولار إلى الصين ، ما يجعلها تحتل المرتبة الثالثة بين مستوردي لحم الخنزير الأمريكي ، وفي عام 2017 صدر مزارعو الولاياتالمتحدة منتجات تبلغ قيمتها حوالي 20 مليار دولار أمريكي إلى الصين. وقال جيم هيمرل رئيس المجلس الوطني لمنتجي لحم الخنزير "نحن نصدر كميات كبيرة من لحوم الخنزير إلى الصين، وبالتالي فإن زيادة الرسوم الجمركية على صادراتنا إلى بكين ستضر بمنتجاتنا وتقوض الاقتصاد الريفي". وقال جو بروسويليس كبير الاقتصاديين في شركة الاستشارات المالية (آر إس إم) إن الصين تتفاعل بشكل معتدل مع مجموعة التعريفات الجمركية التي تم استثنائها عن الجميع تقريبا باستثناء الصين. من جانبه، أشار الممثل التجاري الأمريكي روبرت لفتايزر إلى أن الهدف من التعريفات الجمركية هو الضغط على الصين من أجل تغيير ممارساتها، وتخطط لاستهداف 1300 فئة من المنتجات، مع الحد من الضرر الذي يلحق بالمستهلكين والشركات الأمريكية. وذكرت شركة (كابيتال إيكونوميكس) للأبحاث الاقتصادية ، في مذكرة استشارية للمستثمرين ، أن التعريفات الحالية سيكون لها تأثير ضعيف على الاقتصاد الصيني القوي ، حيث لن تمثل الأضرار التي قد لحقت بالصين سوى 0.1% من ناتجها المحلي الإجمالي. وأضافت المذكرة الاستشارية "الشكوك الرئيسية الحالية هي حول ما إذا كان ترامب يرى التعريفات الجمركية كغاية في حد ذاتها، أو ما إذا كانت متبوعة بمزيد من التصعيدات". وقال جيفري جيرتز من معهد بروكينغز إن الجهود المشتركة بين الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان للحد من نقل التكنولوجيا قد تكون أكثر فعالية. وأضاف "هناك بالتأكيد مجال لمتابعة الإجراءات الصينية عبر منظمة التجارة العالمية، وهناك الكثير مما يمكن أن تفعله الولاياتالمتحدة أيضا، لكن مجتمع الأعمال لا يزال متوترا للغاية بشأن التعريفات الجمركية واسعة النطاق". ورأى بروسويلاس أن انخفاض مؤشر (داو جونز) الصناعي بحوالي 730 نقطة يوم الخميس الماضي، واستمرار الانخفاضات في أسواق الاسهم، والذي مثل الأسبوع الأسوأ بالنسبة للمؤشرات الرئيسية في أكثر من عامين، هو تصويت بعدم الثقة على مجموعة السياسات التجارية غير المتسقة وغير المتراطبة. وأضاف "هناك فرصة كبيرة لإعادة صياغة العلاقة الاقتصادي مع الصين، لكن يمكن للمرء أن يستخلص أن الإجراءات التي اتخذتها إدارتنا من جانب واحد، والتي تظهر الضعف الاقتصادي، ليست هي الطريق الصحيح الذي يجب أن نسلكه".