إدارة ترامب تتفاوض مع أوروبا حول التعريفات الجمركية

وصفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية منح إدارة ترامب للاتحاد الأوروبي استثناء مؤقتا من التعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم بأنه أشبه بإشهار مسدس في وجه التكتل الأوروبي من أجل إجباره على بعض السياسات.
أعفى الرئيس الأمريكي الخميس الماضي الاتحاد الأوروبي من التعريفات الجمركية، ولكنه وضع مع ذلك تاريخا لانتهاء هذا الاعفاء في مطلع شهر مايو المقبل، وهو ما علق عليه القادة في دول الاتحاد الأوروبي بأنه لم يترك وقتا كافيا لعقد صفقة وكأن الأمر بمثابة التهديد.
أكد القادة الأوروبيون -أمس الجمعة- أنهم سيتفاوضون مع الولايات المتحدة لحل الخلافات التجارية، محذرين في الوقت نفسه بأنهم لن يتقبلوا أي إساءة أو رد فعل عنيف يصدر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
صرح القادة بأنهم كانوا يأملون في التوصل إلى اتفاق دائم مع واشنطن بشأن التعريفات، لكن كان هناك إحباط من إحكام الرئيس الأمريكي قبضته على القضايا التجارية المعقدة، وادعاءاته بقيام الاتحاد الأوروبي بممارسات تجارية غير منصفة، التي يعارضها الاتحاد كليا.
قلب ترامب الأمور رأسًا على عقب في القمة الربع سنوية لرؤساء الاتحاد الأوروبي التي عُقدت الخميس بتعليقاته الغامضة التي تركت وراءها تساؤلات للمسؤولين في بروكسل عما إذا كان ترامب قد منحهم بالفعل الاسثناء الموعود من التعريفات الجمركية، فيما حاول القادة في بروكسل تخفيف حدة الانفعالات لتجنب إثارة الرئيس الأمريكي سريع الغضب.
أعلن ترامب الخميس الماضي عن فرض عقوبات جديدة على الصين، ما تسبب في حدوث انهيار في الأسواق الأمريكية، وتحدث عن المفاوضات التي بدأت مع قادة الاتحاد الأوروبي، فيما كرر شكواه بشأن الممارسات التجارية غير العادلة التي تمارسها أوروبا، ولم يوضح أي شيء عن منح الاعفاء.
كان رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل أول من استخدم تعبير تهديد السلاح، حيث صرح عقب وصوله إلى القمة أمس الجمعة بالقول "اتباع الإدارة الأمريكية لهذه الطريقة قد تمثل ممارسة ضغط قوي على الاتحاد الأوروبي وبدء نوع من التفاوض بسلاح موجه إلى رؤوسنا".
ألقى قادة الاتحاد الأوروبي باللوم على ترامب بشأن الرسوم الجمركية، مؤكدين على انتهاكها لقواعد منظمة التجارة العالمية، ومشددين على حقهم في الرد إذا فرض ترامب التعريفات الجمركية للأبد.
أشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي طور ترسانة لإجراءات انتقامية تستهدف السلع الأمريكية في ولايات ذات حساسية سياسية، بما في ذلك الخمر بولاية كنتاكي، الذي يصنع في موطن رئيس أغلبية الجمهوريين بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وشركة هارلي ديفيدسون للدراجات النارية التي تُصنع في ولاية ويسكونسن موطن المتحدث باسم مجلس الجمهوريين بول رايان.
أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة أنجيلا ميركل، إلى أن رؤساء دول الاتحاد الأوروبي لن يقبلوا أن يسيء إليهم ترامب.