يواجه رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا اضطرابات في بلاده بسبب قضايا فساد تورط فيها ابنه، الشماتة في أردوغان في الصحف المصرية والفضائيات حاضرة وعالية . أردوغان كان الظهير الكبير بعد أوباما للرئيس مرسي بحجة الشرعية التي لا أدري كيف لا تعترف هذه الشرعية بشرعية عشرات الملايين الذين خرجوا إلي الشوارع والميادين ضد من جاء بها وتقريرا لانعدامها ، ما علينا هذا موضوع قديم الآن ، أمريكا يتغير موقفها يوما بعد يوم , ليس اعترافا بشرعية جديدة ولكن تقديرا للموقف الذي رأت أنه لن يحدث تراجع عنه ولن يعود مرسي يوما للحكم ثم يهمها الآن الحفاظ أيضا على مصالحها ومصالح اسرائيل في المنطقة، في النهاية هي تتعاون مع أي نظام تري انه لن يجور علي مصالحها، وإن ظل دائما الحرص ضروريا تجاه هذه الدولة التي يحكمها نظام تحكمه مؤسسات اقتصادية كبري يمكن أن تتغير مصالحها في أى وقت، أردوغان هو الذي أصر على الاستمرار وافتقد البوصلة، لماذا يفعل أردوغان ذلك وهو العلماني الذي حين قابله الإخوان بالمظاهرات المرحبة به في مطار القاهرة في زيارته لمصر في عهد مرسي لم يودعوه بمثلها بعد أن أعلن أنه رجل علماني في مؤتمره الصحفي وليس الدين مرجعية حزبه ولا حكمه، السبب يعرفه أى مراقب، أردوغان الذي عرف علي نطاق واسع في تركيا بعد ان كان حاكما للعاصمة اسطنبول واستطاع أن يحولها إلي أحد أهم المدن نظافة وجمالا واستثمارا وسياحة فاختاره الأتراك رئيسا للوزراء لديه حلم كبير هو الحلم القديم بقيام الإمبراطورية العثمانية ، الإمبراطورية العثمانية لن تستطيع احتلال البلاد المجاورة لها في آسيا أو البعيدة في إفريقيا أو شرق أوروبا كما حدث في العصور الوسطي، أوروبا الشرقية بالذات صارت جزءًا من الاتحاد الاوروبي ومن ثم حتي فرصة التأثير عليها أو احتلالها اقصاديا لم تعد قائمة لأن حلم تركيا هناك هو عضوية الاتحاد الاوروبي نفسه، إذن هو الشرق مجالا حيويا للحلم القديم وليس أهم من مصر يبدأ بها بعدها سيكون عاديا وسهلا النفوذ في الدول العربية الأخرى، من هنا جاءت صدمته ومن هنا جاء إصراره علي الموقف المعادي للحكومة الجديدة في مصر ولكل ما فعله المصريون بالإخوان، طبعا فرص الاحتجاج كبيرة بالتذرع بحقوق الإنسان تارة وبالشرعية كما قلت تارة وغير ذلك من الكلام الذي لم يوجهه لمرسي نفسه حين كان رئيسا وقتل في عهده مائتان وخمسون شابًا واعتقل الفان وخمسمائة، المصلحة في النفوذ التركي اقتصاديا وعسكريا وليس فكريا من فضلك فهو لن يصدر العلمانية لنا ولا يريد وكذلك هو يعرف أن نظام الإخوان كان سيحول البلاد إلي أهل وعشيرة، أي قبيلة تحكمها الأعراف والتقاليد وجلسات الصلح وتستمر في نهب البلاد وإشاعة الفقر والجهل ليكون الناس تحت أمر الحاكم مادام الحاكم تحت أمر أردوغان !. الآن يواجه أردوغان , وذلك ليس للمرة الأولي , اضطرابات ، السبب هو الفساد الذي ستنفتح له صفحات كثيرة هناك في الأيام القادة، ولا يرفع المحتجون صور رابعة بل يرفعون صور الفريق أول عبدالفتاح السيسي نكاية في أردوغان الذي طلب تدخل الجيش التركي فرفض معلنا الانتظار والمراقبة للأحداث، طبعا لدى أردوغان الآن توجس كبير أن ينضم الجيش للمحتجين وربما يكون ذلك عودة للنفوذ العسكري الذي صار بعيدا بعد سنوات طويلة من النضال، لكن بعيدا عن هذا التوجس فأردوغان وغيره لا يعرفون درس التاريخ وهو أن مايحدث في مصر هو الذي ينتشر فيما حولها، مصر وليس تركيا من فضلك , ومن ثم سيتهاوي نفوذ الإخوان في كل مكان في الشرق الأوسط ومن ثم في العالم، وفي بلد كتركيا ليس للإخوان نفوذ واضح في حكمها ستنهار الأحزاب الدينية حتي لو كانت علمانية ، سيكون الشعر العلمانية وحدها . [email protected]