السيد البدوي في الصالون الثقافي للوفد: الدستور ألزم مجلس النواب في أول دور انعقاد له بوضع قانون لبناء الكنائس. 220 مليار جنيه للتعليم والبحث العلمى والصحة. الانتخابات الرئاسية بعد الاستفتاء علي الدستور. أكد السيد البدوي، رئيس الوفد، أن مصر تمر بتحديات جسيمة لم تشهدها من قبل، مشيرا إلى أن أكثر السياسيين تشاؤما لم يكنن يتصور أن هناك جماعة تمكن منها الغباء السياسي لدرجة أن تتصادم مع دولة بكل مكوناتها من شعب وجيش وشرطة وقضاء وإعلام، مضيفا لم يكن أكثرنا تشاؤما يتوقع أن تغرر الجماعة بشباب وتدفعه للاقتتال مع إخوانه من أبناء الوطن. جاء ذلك خلال صالون الوفد الثقافي. وأضاف لقد نسوا أو تناسوا أن شعب مصر الذي استطاع إسقاط نظامهم في أقل من 12 شهرا هو شعب قوي عصي على الانكسار لا يمكن تضليله وخداعه. وأكد البدوي أن شعب مصر لديه عزم وإصرار على استكمال خارطة المستقبل والعبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان، تلك الخارطة التي تنتهي أولى مراحلها بالاستفتاء على دستور 2014، وقال: هذا الدستور الذي أتشرف بأن أكون أحد صانعيه والذي أعتبره أعظم دستور لمصر منذ 1923، حقق الفصل والتوازن بين السلطات الثلاث، مشيرا إلى أن الدستور يتضمن نصوصا تمنع صناعة الحاكم الفرعون، فقد أحدث توازناً داخل السلطة التنفيذية بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وأصبح من حق الرئيس فقط تعيين 4 وزراء هم وزراء العدل والدفاع والداخلية والخارجية، كما أصبح لأول مرة الحق لأغلبية أعضاء مجلس النواب وبطلب مسبب طرح الثقة في رئيس الجمهورية والدعوة إلى استفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة . قانون بناء الكنائس: وأضاف البدوي أن الحريات في هذا الدستور ليس لها مثيل في أرقى دساتير العالم، فقد كان دستور 1971 يحيل كل ما يتعلق بباب الحريات إلى القوانين وأوقف قانون الطوارئ على مدى 30 سنة باب الحريات، لكن حاليا أصبح كل ما يتعلق بالحقوق والحريات والواجبات العامة لكل مصري التزاما على الدولة وإلزاما لها بنصوص دستورية، وأضاف الدستور جعل الإسلام دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع كما جعل من حق أصحاب الديانات السماوية الاحتكام إلى مبادئ شرائعهم في أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية واختيار قياداتهم الروحية كما جعل حرية الاعتقاد مطلقة وجعل ممارسة الشعائر الدينية وبناء دور العبادة حق لأصحاب الديانات السماوية الثلاث، كما ألزم الدستور مجلس النواب في أول دور انعقاد له بوضع قانون لبناء الكنائس بعد 30 عاما من حرمان شركائنا فى الوطن من ترميم كنيسة أو حتى ترميم مقبرة استنادا إلى لوائح وقوانين وضعت منذ الاحتلال العثماني لمصر. الوحدة الوطنية: وأضاف: في دستورنا الجديد أصبحت الوحدة الوطنية والمواطنة التي كانت شعارا نردده أصبحت حقيقة وإلزاما والتزاما على الدولة بنصوص دستورية فلا فرق بين مصري ومصري على أساس الدين أو العقيدة أو الجنس أو اللغة أو اللون أو الأصل أو المستوى الاجتماعي أو الانتماء السياسي أو الجغرافي، وأصبح التمييز جريمة يعاقب عليها القانون بنص دستوري وأنشأت مفوضية لمتابعة أي واقعة تمييز. كما أصبح العدوان على الكرامة الإنسانية والتعذيب جريمة لا تسقط بالتقادم. وأضاف البدوي أن الدستور نص على أن تشمل مظلة التأمين الاجتماعي الجميع وأن يكون هناك ضمان اجتماعي للفئات الأخرى مثل كبار السن ممن لا عائل لهم وصغار والفلاحين والعمال الزراعيين ولكل من لا دخل له، وكذلك تأمين صحي شامل لكل مواطن على أرض مصر وأى مستشفى يمتنع عن استقبال أي مواطن فى الحالات الخطرة لعدم وجود أموال أصبحت جريمة يعاقب عليها القانون. التعليم والصحة: كما تم تخصيص 10 % من إجمالي الناتج القومى للتعليم والبحث العلمي والصحة أي 220 مليار جنيه مصري وسوف يتم تخصيص هذه النسبة بالتدريج خلال 3 سنوات، كما ألزم الدستور الدولة بشراء المحاصيل الرئيسية من الفلاحين بسعر مناسب يحقق هامش ربح للفلاح، كما ألزم الدولة بإمداد الفلاحين بمستلزمات الانتاج الزراعي والحيواني. السكن والغذاء: وأكد البدوي أن كل مواطن مصري سيجد نفسه في هذا الدستور، حيث أصبح الحق في السكن الملائم الذي يحفظ للإنسان كرامته إلزام والتزام على الدولة والحق في غذاء صحي وكاف وفي ماء نظيف إلزام والتزام على الدولة ، كل ذلك من خلال نظام ضريبي محكم وغيره من الموارد التي تحقق العدالة الاجتماعية وتضمن لكل مواطن عيشة كريمة وتجعله ينتمي إلى وطنه ويشارك في بنائه بالعمل والاجتهاد. وقال البدوي: قبل إعداد الدستور كنت متشائم فلجنة الخمسين تضم أعضاء من مختلف التيارات وكنت قلق من إمكانية التوافق ولكن ما لمسته من وطنية أعضاء لجنة الخمسين وتخلي كل منهم عن بعض ما يراه وما يعتقد في سبيل التوافق وانحيازهم لصالح الوطن وتقديرهم للظرف التاريخي الذي تمر به البلاد وهم يمثلون كافة أبناء الشعب جعلني متفائلاً ومستبشرا بمستقبل مشرق بإذن الله يستحقه هذا الشعب العظيم بحكم تاريخه وثقافته وحضارته. وحول المشهد السياسي الآن، قال البدوي: نحن أمام استحقاق دستوري، ولذلك على المواطن المصري أن يذهب للدستور ليقول رأيه بوضوح وعلينا كوفدين أن نواصل انتشارنا في كافة قرى ومدن مصر لنشرح الدستور للمواطنين حتى لا نجعلهم فريسة للتضليل والتزوير بمواد غير موجودة في الدستور. الرئاسية أولا: وسوف يتبع الاستفتاء على الدستور الانتخابات الرئاسية أولا لأنه من الصعب إقامة الانتخابات البرلمانية عقب الاستفتاء لأنه من المتوقع أن يتنافس في هذه الانتخابات أكثر من 15 ألف مرشح بعصبياتهم وقبليتهم ومؤيديهم في ظل جماعة تسعى لإشعال الوطن وإحداث عنف وسوف تكون الانتخابات النيابية أرضة خصبة لبث الفتنة والتناحر ولذلك لا مفر من اجراء الانتخابات الرئاسية أولاً. لجنة الخمسين: وبعد ذلك دار حوار مفتوح مع الحاضرين، وأجاب البدوي على العديد من التساؤلات وخلال إجابته على التساؤلات، نفى البدوي أن وجود أي تدخلات من أي نوع في أعمال الخمسين، مؤكدا أنه لم يمر نص لم يوافق عليه رئيس الوفد وأوقفت وزملائي في لجنة الخمسين اقتراحات عديدة تخرج عن إمكانية التوافق واشاد البدوي بدور عمرو موسى فى إدارة لجنة الخمسين ودعمه بشدة الفقرة الخاصة بثورة 1919 والزعيمين سعد زغلول ومصطفى النحاس. ديباجة الدستور: وحول ما حدث في قراءة الديباجة، قال البدوي: إنه أثناء المناقشة الأولى للديباجة كانت توجد كلمة "دولة مدنية" فاعترض عليها ممثل حزب النور واقترح المفتي أن نغير كلمة "دولة مدنية" إلى دولة "حكمها مدني" ووافقنا جميعاً وأثناء قراءة الديباجة في الجلسة العلنية وافقنا على عبارة "حكومتها مدنية " فلا فرق بين هذه الكلمة وبين كلمة "حكمها مدني". وأشار البدوي إلى أن الدستور روحه مدنية واستندنا في تفسير مبادئ الشريعة الإسلامية إلى أحكام المحكمة الدستورية العليا ولا توجد سلطة دينية في الإسلام لأن الحاكم في الإسلام مدني يختاره الشعب بالشورى "الديمقراطية" ويراقبه ويسائله ويملك عزله فلا قداسة لحاكم في الإسلام. وأشار البدوي أن فكرة تعيين مساعدين لرئيس الحزب كانت بهدف مساعدة السكرتير العام في العمل التنظيمي وتم بالفعل توزيع عدد من المحافظات بمعرفة السكرتير العام على المساعدين وعلى السكرتارية العامة المساعدة وكان الهدف الأساسي أن يكونوا تحت إدارة السكرتير العام الذي يبذل جهداً كبيراً يفوق طاقة البشر في سبيل إحداث توافق داخل لجان الوفد بالمحافظات. وأكد البدوي أن لا أحد يملك الآن طرح فكرة المصالحة مع الإخوان لأن هذا ضد إرادة الشعب المصري، والسياسة هي فن الممكن والسياسي يجب أن يسير على طريق الممكن ويتجنب طريق المستحيل والمصالحة في هذه المرحلة أصبحت في حكم المستحيل . مجلس الشوري: وبشأن مجلس الشورى قال البدوي، فقد تقدم دكتور أحمد خيري بطلب موقع عليه من 29 عضوا بطلب إلى عمرو موسى يطالب بضرورة وجود مجلس الشيوخ ، خاصة أن لجنة نظام الحكم كانت قد أقرت وجود مجلس للشيوخ بسلطات تشريعية ورقابية كاملة رغم أنني كنت واثقا من الحصول على أغلبية لصالح مجلس الشيوخ في التصويت التأشيري ، ولكنني شعرت أن هذا قد يؤدي إلى غضب البعض فقمت بسحب طلبي بمناقشة اقتراحي بوجود مجلس للشيوخ حرصا على التوافق الذي كنا جميعا نحرص عليه وهو ما قوبل بترحيب من أعضاء لجنة الخمسين. رئاسة الوفد: وحول سؤال عن انتخابات رئاسة الوفد والمقرر لها نهاية مايو 2014، أكد رئيس الوفد أن انتخابات رئاسة الوفد ستتم في موعدها ولو تزامنت مع الانتخابات الرئاسية أو النيابية ولن يتم مد فترة رئيس الوفد الحالي . وأشار البدوي إلى قيام لجان الوفد في المحافظات بجهد كبير بشأن الاستفتاء على الدستور وذلك بدافع وطنى وقرر البدوي أن يكون هناك لقاء شهري بينه وبين أعضاء حزب الوفد. وحضر اللقاء فؤاد بدراوى، سكرتير عام حزب الوفد ، أيمن عبد العال سكرتير عام مساعد الوفد، ومحمد عبد العليم داوود، واللواء سفير نور، مساعدا رئيس الوفد والمهندس محمد الزاهد، عضو الهيئة العليا للوفد وعصام الصباحي، مساعد رئيس الوفد وحشد كبير من الوفدين وعدد من قيادات الوفد. حضر الصالون أيضا من قيادات الوفد اللواء محمد الحسيني عضوا الهيئة العليا لحزب الوفد، والفنان د. خليل مرسي ومحمد سليم رئيس لجنة الوفد بالقليوبية.