أكد المستشار حسام عبدالرحيم وزير العدل أن مصر ستنجح فى دحر الإرهاب الأسود الذى يستهدف أمنها واستقرارها. وأضاف فى كلمته الافتتاحية بفعاليات ورشة وزارة العدل تحت عنوان «الترويج للفكر الإرهابى وسبل مكافحته» أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها تبذل جهودا حثيثة فى هذا الصدد، حيث تعمل على استئصال الإرهاب وضرب جذوره على الصعيدين الفكرى والأمني. وتابع الوزير، أن القوات المسلحة والشرطة تبذل جهودا كبيرة فى مجال مكافحة الإرهاب والتصدى له على المستوى الأمنى والعسكري، مشيرا إلى أن الإرهاب الذى تتعرض له مصر هو إرهاب عالمى وإقليمى تقف من ورائه دول وتنظيمات وتمويلات وتدريبات وأن الإرهاب يتخذ من الدين الإسلامى الحنيف ستارا لأفعاله المرفوضة والملفوظة والتى لا سند لها فى صحيح الدين الإسلامي. وأضاف أن تلك الدول التى تقوم على تمويل وتدريب الإرهاب، تعمل أيضا على تجنيد الشباب فى تلك التنظيمات الإرهابية من خلال وسائل إعلامها ومواقع إلكترونية تستخدمها كمنصات لنشر الفكر الإرهابي. وأكد أن الحرب التى تخوضها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضد الإرهاب ستنجح فى ظل الاستراتيجية الشاملة التى وضعتها الدولة لحصار الإرهاب وضرب جذوره والقضاء عليه. من جانبه أكد دكتور محيى الدين عفيفى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية ومندوب شيخ الأزهر أن العالم كله يمر خلال الآونة الأخيرة بالعديد من الأزمات السياسية والأمنية والفكرية نتج عنها ظواهر مخزية مثل الإرهاب والتكفير والإلحاد، ما مثل تهديدا كبيرا على السلم. وأضاف أن الأزهر هو المنارة العلمية بعد فشل المشاريع السياسية المتاجرة بالدين ويعد المنبع الصافى للعلوم التى كانت ولا تزال تقوم بدور وطني، مشيرا إلى أن العالم كله أصبح مهددا بالدخول فى دوامة الشر والإرهاب لذلك اتخذ الأزهر الشريف على عاتقه مسئولية كبيرة لمواجهة الأفكار المنحرفة والمفاهيم الخاطئة من خلال تفعيل الحوار على جميع المستويات. وتابع: أن ما يرتكب من جرائم إرهابية من إرهابيين أطلقوا على أنفسهم داعش أو أنصار الخلافة الإسلامية أو أنصار بيت المقدس ليست سوى جرائم بربرية مستغلين الدين الإسلامى كستار لجرائمهم التى تقع ضد الإنسانية، كما أن هؤلاء الإرهابيين يحاولون تصدير إسلامهم المزيف الذى يدعو إلى النحر وذبح وإراقة دماء كل من يعارضهم. وقال أمين عام مجمع البحوث الإسلامية إن المناقشة الفكرية هى سلاح الأزهر لإظهار حقيقة وسماحة الإسلام والفهم الخاطئ لمفهوم الخلافة الإسلامية ومفهوم التكفير وحسم الخلاف لكل ما له علاقة بالتطرف، لافتا إلى أن الأزهر الشريف اهتم بقضايا المواطنة وتعزيز المشتركات الإنسانية بين الحضارات والثقافات المتنوعة مشيرا إلى أهمية التجديد فى فهم الدين الإسلامى لمواجهة التعصب والجمود الفكري. وأكد أن الأزهر الشريف مستمر ومصر على إدانة عمليات قتل الأبرياء والمساس بالمعتقدات الدينية بالمعابد والمساجد وحرمة التعدى على حرمة مال وعرض الغير وأن تلك التنظيمات الإرهابية لا تمت للإسلام بصلة وقد أعلن ذلك هيئة كبار العلماء. وأضاف، أن الأزهر الشريف يقف مع الشعب المصرى والقوات المسلحة والشرطة لمحاربة ومواجهة الإرهاب الأسود الذى يعد عدوا للإنسانية والأديان وأن الأزهر يعمل على تطوير مناهجه ومواكبة العصر مع الحفاظ على التعمق فى التراث، حيث تم استحداث مقرر للثقافة الإسلامية تدرس بالمراحل التعليمية المختلفة سواء بالمدارس أو الجامعات الأزهرية. وشدد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية على أن الأزهر الشريف يحارب الفكر المتطرف فى جميع نجوع وقرى مصر بأكملها لأن الأزهر الشريف والجميع يعلم كم من فتاوى أطلقت كانت سببا فى تفتيت الأوطان وأننا نعانى من حالة التدين الشكلى وليس السلوكي، مشيرا إلى أن الإرهاب لا يكتفى فقط ببث سمومه الدينية المزيفة التى للأسف يقع بسببها ضحايا من الشباب غير المثقف أو ممن لديه وعى وعلم بأصول الدين الإسلامى الصحيحة، بل نجد أنه يريد أن يدمر الشباب أيضا جسمانيا من خلال انتشار المخدرات بكافة انواعها وقد اكتشف ذلك من خلال الحرب على الإرهاب والإرهابيين، حيث عند ضبطهم عثر معهم على أسلحة وقنابل ومخدرات أيضا بكميات كبيرة، لذلك نحن أمام قضية وطن، قضية أجيال أمام تحد كبير. وأشار محيى إلى أن الأزهر مستهدف لأن عطاءه تاريخى فهو قائم حتى ينهى الله الأرض وما عليها كما أن الأزهر يواجه الإرهاب والتطرف بكل الوسائل وشتى الطرق ذاكرا ما سمعنا يوما أن تنظيما إرهابيا ضرب إسرائيل، فالأزهر يعمل على حماية الشباب من الفكر المتطرف ليعيش العالم أجمع وينعم بالأمان. كما أشار إلى دور مصر والأزهر التاريخى فى تعليم الأمم، من خلال بعثات الأزهر بالخارج وتعليم أصول الدين الصحيح ذاكرا أنه ما زال حتى يومنا هذا توجد أسماء لزعماء مصريين كجمال عبدالناصر على مدارس بالخارج.