تنعدم الرحمة أحيانا من قلوب بعض الآباء، فيتجردوا من كل مشاعر الإنسانية، ويتركوا عقولهم للشيطان يسيطر عليها، ليدفعهم إلى التفكير في التعدي على أبنائهم لحد يصل إلى القتل، كما حدث في قرية ميت الليت التابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، فقد اندفع " ه. ع " صاحب الأربعين ربيعا وراء غضبه، وقام بالتعدي على طفلته المعاقة "صم وبكم" البالغة من العمر9 سنوات، وتعذيبها حتى الموت بمساعدة "ا.م.ع" 28 عاما، زوجته الثانية. الواقعة بدأت بظهور مشاكل بين المتهم وزوجته "أم المجني عليها"، خاصة عندما أدرك أن الطفلة من ذوى الاحتياجات الخاصة مصابة "بالصم والبكم"، حاول الاثنان إنهاء الخلافات بينهما ولكن دون جدوي، مما دفعهما إلى الانفصال، وبعدها تزوج من ثانية وأخذ الطفلة لتعيش معه بمنزله، مع زوجته الجديدة، ومن هنا تغيرت حياة الطفلة فلم يعد يهتم بها أحد حتى أن والدها "المتهم" كان دائم التعدي عليها بالضرب غير مبال بصغر سنها ولا نحافة جسدها، حتى تطور الأمر إلى أكثر من ذلك ففي أحد الأيام على حسب رواية "المتهم" شاهد الطفلة تلمس مناطق حساسة بجسدها فاستشاط غضبا، وقرر أن يلقنها درسا لا تنساه ويضربها حتى لا تكرر من فعلته. فقبل الواقعة بعدة أيام قام بتوثيقها وحبسها فى غرفة بالمنزل والتعدى عليها بالضرب المبرح وتعذيبها، ومنع عنها الطعام، ولم يضع في اعتباره أنها طفله ولا تدرك شيئا، ومع الوقت أصيبت بضعف ولم تتحمل سوء معاملته لها حتى لفظت انفاسها متأثرة بإصابتها، وعندما أدرك المتهم بأنها توفيت حاول إخفاء جريمته، فقرر أن يستخرج لها شهادة وفاة بعد أن ادعى أنها توفيت وفاة طبيعية، إلا أن مفتش الصحة كشف تعرضها للتعذيب وأنها توفيت متأثرة بإصابات بكدمات بالوجه والظهر والبطن وجروح بالجسد، واشتبه مفتش الصحة فى الواقعة وأبلغ الجهات الأمنية، وتم القبض على المتهم وبمواجهته اعترف بالواقعة، وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات. كما توصلت التحريات إلى أن المتهم كان دائم التعدى عليها بالضرب والتعذيب حتى فارقت الحياة، فتم ضبط المتهم، وبمواجهته بما توصلت إليه التحريات، اعترف تفصيليا بارتكابها بزعم تأديبها، وباشر محمد حمدى مدير نيابة مركز المحلة التحقيقات.