لا يختلف مشهد تلاميذ المدارس وهم يحملون حقائبهم المدرسية التي يفوق وزنها أحيانًا وزن الطفل، بين دولة وأخرى، فالمشكلة هي نفسها ترافقهم طوال أكثر من 15 عامًا يعانون خلالها ثقل الحقيبة وما تحويه من كتب مكدسة. هذه المعاناة التي تلقي بظلالها على صحة التلميذ، يشكو منها الأهل بشكل دائم نظرًا لكثرة الكتب من ناحية وعدم تنظيم البرامج الدراسية من ناحية أخرى، وتكون النتيجة أنه يتعين على التلميذ أن يحمل معظم كتبه، التي يبلغ وزنها في الصف الثاني الإبتدائي مثلًا حوالي 7 أو 8 كيلوغرامات. ولا يختلف الأمر كثيرا في الصفوف المتقدمة، لا سيما أن أوزان الكتب بحد ذاتها وأحجامها تزداد يوما بعد يوم، فكيف اذا اجتمعت كلها في محفظة واحدة، لذا نرى هؤلاء يحملون بعض كتبهم بأيديهم بهدف تخفيف الحمل عن ظهورهم. في هذا الاطار أصدرت الجمعية الأميركية للعلاج الطبيعي، اعلانًا حذرت فيه من حمل الحقائب المدرسية بشكل خاطئ، خصوصًا الثقيلة منها التي تجعل الأطفال عرضة بشكل متزايد لإصابات الظهر والاجهاد العضلي. كما أظهرت النتائج ان التغيّرات غير الصحية في وضع الجسم تتفاقم اذا كان وزن الحقيبة التي تحمل على الظهر يزيد على 10 حتى 15 في المائة من وزن جسم التلميذ، وأوصت الجمعية بأن يكون وزن الحقيبة المدرسية دون هذه النسبة. وحذرت ماري آن ويلمارث اختصاصية العلاج الطبيعي في البيان الذي أصدرته الجمعية من أن الاصابات قد تحدث حين يلجأ الطفل الذي يحمل حقيبة ظهر ثقيلة الى تقويس الظهر والانحناء الى الامام والالتواء أو الميل الى أحد الجانبين. وبحسب الجمعية فإن التغيرات في وضع الجسم يمكن ان تتسبب في خلل في العمود الفقري، كما تتسبب حقيبة الظهر الثقيلة أيضًا في جعل العضلات تعمل بشكل أكثر قسوة مما يؤدي الى اصابتها بالتوتر والاجهاد وجعل العنق والكتفين والظهر أكثر عرضة للاصابة. وخلصت ويلمارث في دراستها الى ان طلاب الجامعات ليسوا بمنأى عن الاصابة ذات الصلة بحمل حقائب الظهر موضحة انهم يكونون عرضة لذلك حين يحملونها بشكل خاطئ. وتقدم الجمعية الاميركية للعلاج الطبيعي بعض الافكار المفيدة لحمل حقيبة الظهر بشكل آمن، وأهمها: - استخدام حزامي الحقيبة معًا وتشير الى أن تعليق حقيبة الظهر في كتف واحد باستخدام حزام واحد يجعل جانبًا واحدًا من الجسم يتحمل وطأة الوزن، لذا فإن وضع الحزامين على الكتفين يجعل وضع الجسم أكثر سلامة وتوازنا. - كذلك يجب وضع حقيبة الظهر فوق عضلات منتصف الظهر وتركيزها بشكل متساوِ عند منتصف الظهر بعد شد الاحزمة بحيث لا تصل الحقيبة الى تحت الظهر. - وترى دراسات ويلمارث ان حقائب الظهر ذات العجلات خيار جيد للتلاميذ الصغار الذين لا يحتاجون الى صعود الدرج ونزوله بشكل متكرر. في النهاية لابد من المختصون في القطاع التعليمي بحث مشكلة ثقل الحقيبة وإعادة النظر في كمية مقررات الصفوف الأولى وسبل تحديثها وتخفيفها ومراعاة التوازن بين المناهج والمرحلة العمرية لانقاذ التلاميذ من الارهاق والضغط النفسي لتكون اكثر مرونة مع ذهن الطالب الصغير وتكوينه الجسماني، فهؤلاء البراعم هم الآمال والطموحات والمستقبل الزاهر لهذه البلاد الغالية.