التغيرات المناخية تدشن حروبا مخابراتية تحت سطح المحيط المتجمد الشمالى

أشعلت التغيرات المناخية وذوبان جليد المحيط المتجمد القطبى الشمالى حروبا سرية استباقية بين مخابرات دول هذا الجزء من العالم لتأكيد سيطرتها على أعماقه .
وتعد اعمال المخابرات الروسية والنرويجية ابرز مثال على ذلك ، فقد توترت العلاقات النرويجية الروسية على مدار الأعوام القليلة الماضية بسبب تنافس كلاهما على تأكيد السيادة على مناطق تماس حدود الاعماق البحرية فى منطقة اركاتيكا – المحيط المتجمد الشمالى – بعد ذوبان جليده بفعل التغيرات المناخية ، وفى العام 2015 اتهمت تقارير تليفزيونية رسمية فى النرويج عناصر الاستخبارات الروسية باطلاق النار عمدا على صحافى نرويجى يعمل فى جريدة " بارينتس اوبزيرفر " التى تصدر فى اوسلو كان فى مهمة صحفية يغطى خلالها أعمال التنقيب الاستكشافى عن الوقود الاحفورى فى المحيط المتجمد الشمالى .
وكشفت الاستخبارات الروسية عن تفاصيل اعتقالها للنرويجى فرود بيرج البالغ من العمر 62 عاما بتهمة حصوله على معلومات تتسم بالحساسية تتعلق بالقوات البحرية الروسية فى القطب الشمالى .
وقالت مصادر صحفية روسية إن النرويجى الذى اعتقلته الاستخبارات الروسية كان يعمل مديرا لمكتب الأمن العام النرويجي لمنطقة كيركينزى التى تبعد مائة ميل عن مدينة مورمانسيك الروسية الى أن تقاعد فى العام 2014 . وبحسب المصادر الروسية فمن بين مهام هذا المكتب التزام الجانب الروسى بحدوده التى ورثها من الاتحاد السوفيتى السابق مع النرويج وفقا لاتفاقية ترسيم الحدود الموقعة فى العام 1949 .
وقد توافرت للاستخبارات الروسية معلومات بحصول النرويجى المذكور على تفاصيل تتسم بالسرية من متعاون روسى – لم تكشف السلطات الروسية النقاب عنه – يخضع الآن لتحقيقات مكثفة من ضباط مكافحة التجسس الروس منذ القائهم القبض عليه فى ديسمبر الماضى واستخدامهم له " كطعم للايقاع بمشغله النرويجى الذى تم استدراجه الى موسكو واعتقاله متلبسا باستلام المعلومات ، وقد اكدت عائلته واقعة اختفائه قائلة إنه كان يمضى عطلته السنوية فى العاصمة الروسية مطلع العام الجديد ، كذلك اعلنت الخارجية النرويجية رفضها لاتهامات موسكو الموجهة ضد المواطن النرويجى مؤكدة انها ستتدخل لمتابعة الموقف .