حتى لا ننسى، أطماع "أرودغان " في السيطرة على الأراضي التي تحررت من قبضة واستعمار الدولة العثمانية، علينا أن نعرف جميعًا، أنه في عام 1919 وصلت الدولة العثمانية أو رجل أوروبا المريض إلى نهايتها، وعقب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى استمتعت تركيا بكل شروط الدول الحلفاء وأذعنت في تنفيذ هذه المطالب بالتنازل عن الأراضي العربية التي كانت خاضعة لإمبراطورية السلطان العثماني، وفق اتفاقية "سيفر" 1920 والتي أكدتها اتفاقية "لوزان" في 1923. و"لوزان"، هي المعاهدة النهائية للحرب العالمية الأولى وتم التوقيع عليها بمدينة "لوزان" السويسرية من قبل الإمبراطورية العثماني، ومثلها محمد السادس من جهة، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، واليابان، واليونان، ورومانيا، ومملكة الصرب والكروات والسلوفينيين "يوغوسلافيا" من جهة أخرى. ووفقًا للمعاهدة فإن ممتلكات تركيا في قارة آسيا، بلاد ما بين النهرين "العراق" وفلسطين بما في ذلك الأردن، تصبح ولايات بريطانية، وتخضع سوريا ولبنان للإنتداب الفرنسي، وتحتفظ تركيا بالأناضول، وتصبح أرمينيا جمهورية مستقلة تحت ضمانات دولية. كما تنازلت تركيا عن أجزاء من "تراقيا" الشرقية وبعض جزر بحر إيجه لليونان كما تنازلت عن جزر دوديكانيز ورودس إلى إيطاليا، والإبقاء فقط على القسطنطينية "إسطنبول الحديثة" وضواحيها، بما في ذلك منطقة المضيق "الدردنيل والبوسفور"، والذي تم تحييده وتدويله واستقلال جزيرة قبرص. وفي إفريقيا تنازلت عن مصر والسودان لبريطانيا، كما فقدت امتيازاتها في ليبيا والتي حصلت عليها بعد أن سلمت ليبيا للمستعمر الإيطالي عام 1912 وفق اتفاقية "أوشي لوزان".