وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال خطاباته الأخيرة إنتقادات لمصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية، وخليفته عصمت إينونو، بزعم تنازلهم عن الأراضي التركية، وتقلص مساحة الدولة بنسبة كبيرة والتنازل عن جزر بحر إيجه، إلا أنه تناسى أن عدد كبير من الجزر التركية ضمتها إليها اليونان في عهد حكومة "العدالة والتنمية" وهو على رأسها. وقال أردوغان في كلمة له أمام رؤساء الإدارات القروية في أنقرة نهاية سبتمبر الماضي "تم إجبارنا على التوقيع على معاهدة سيفر عام 1920 وأقنعونا على التوقيع على معاهدة لوزان عام 1923 ، لقد حاول البعض خداعنا بتصوير هذه المعاهدة كانتصار، لكن كل شيء كان واضحا. وفي لوزان، تخلينا لليونان عن جزر في بحر إيجه، على الرغم من أن الصرخة من هناك تسمع على الشواطئ التركية. هناك توجد مساجدنا ومقدساتنا. هذه المشكلة ظهرت بسبب الذين جلسوا خلف طاولة المفاوضات في لوزان ولم يتمكنوا من الدفاع عن حقوقنا". وتعليقا على خطاب أردوغان، أكد الكاتب التركي سونر يالجين، في مقال له بموقع "أوده تي في" أن تركيا فقدت جزء كبير من أراضيها متمثلة في عدد من الجزر بضمها إلى دولة اليونان في ظل صمت وتراخي حكومة "العدالة والتنمية" ،موضحا أن الجمهورية التركية تنازلت عن 12 جزيرة في بحر إيجه وفقا لمعاهدة لوزان وما تبعها من معاهدات بحرية، بينما فقدت 16 جزيرة أخرى في عهد أردوغان خلال العقد الماضي. وأضاف يالجين، أن "وفقا لمعاهدة لوزان الموقعة عام 1923، كانت على تركيا مديونيات خارجية إلى اليونان وإيطاليا واضطرت إلى التنازل عن مجموعة من الجزر مقابل إسقاط مديونياتها العقد الماضي. وعليه فقدت تركيا نحو 7 آلاف كيلومتر من مساحتها بضم هذه الجزر إلى اليونان". وقال العقيد المتقاعد أوميت ياليم، السكرتير السابق لوزارة الدفاع في هذا الشأن "حكومة العدالة والتنمية اضطرت إلى التنازل عن هذه الجزر إلى اليونان في سبيل استئناف مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وبدأ الاحتلال اليوناني لهذه الجزر عام2004 تحت مرأى ومسمع من حكومة أردوغان. وخلال الفترة ما بين شهري أكتوبر ونوفمبر من نفس العام، بدأت اليونان في مشروعات إنشائية في جزيرتي إشك وبولاماتش، ودفعت إليها فرق من الشرطة والجيش وزوارق بحرية ورفعت العلم اليوناني". ووفقا لتنازل تركيا عن هذه الجزر، إستأنف الاتحاد الأوروبي مفاوضاته مع تركيا بشأن عضويتها في 17ديسمبر عام2004، وذلك بعد إمتناع اليونان وقبرص عن استخدام "الفيتو" ضد إنضمام تركيا للاتحاد. كما لم ينشر الموقع الإلكتروني لهيئة الأركان العامة التركية منذ ذلك التاريخ رصد لأية انتهاكات. وذكرت صحيفة "زمان" التركية أن "في عهد حكومة العدالة والتنمية فقدت تركيا 18 جزيرة وجرف صخري ضمتهم إليها اليونان. كانت أخرهم جزيرة "مهاراتية" الواقعة ضمن حدود مدينة آيدين التركية، إذ تبعد نحو 400 متر فقط عن غرب جزيرة نرجستشك، كل ذلك تم دون إرسال الحكومة التركية مذكرة دبلوماسية واحدة إلى اليونان لإخلاء الجزيرة، في حين يعكف أردوغان على إنتقاد إتفاقية لوزان التي مضى عليها أكثر من 90 عاما". وأفادت صحيفة "أيدينلك" التركية أن السلطات اليونانية فرضت سياسة الأمر الواقع بضم جزيرة "كاستيلوريزو" المتنازع عليها مع تركيا، بإعلانها ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، بشكل يسمح بضم الجزيرة إلى الحدود الاقتصادية اليونانية، وذلك وسط استياء تركي فحسب دون اتخاذها أية إجراءات قانونية رسمية للحفاظ على ملكية أراضيها.