"أبانوب" مات حرقا داخل "الحضانة"

الإهمال فى المستشفيات عرض مستمر، يودى بالكثير من ضحاياه، حتى الرضع نالهم نصيب من ذلك الإهمال داخل حضانات المستشفيات، وبسبب الإهمال لقى الطفل «أبانوب» مصرعه محترقا داخل الحضانة، ولفظ أنفاسه فى الحال بالوراق.
بعد مرور 9 أشهر ذهبت الأم إلى مستشفى الوراق لوضع طفلها، الذى رزقها به الله واسمته أبا نوب، وفرح والده به كثيرا، ولكن لم تدم فرحتهما كثيرا، فبعد مرور 7 أيام على ولادته شعر الطفل بحالة إعياء وأصيب بمرض «الصفرا» الذى يأتى للأطفال الرضع.
وفى الساعة العاشرة يوم الحادث ذهبا به مسرعين إلى مستشفى «الوراق» للكشف عليه، فأبلغهما الطبيب أن طفلهما أصيب بالصفرا، ولعلاجه يجب أن يضعاه فى الحضانة لعدة أيام، فأراد والداه أن ينتظرا بجانب طفلهما، ولكن منعتهما الإدارة من ذلك، وألا يشاهداه إلا فى ميعاد الزيارة فقط، تركا المستشفى وذهبا إلى المنزل منتظرين صباح اليوم التالى، حتى يريا طفلهما ويرتاح قلباهما بعد الاطمئنان عليه، وأثناء استغراقهما فى النوم، وردت لهما مكالمة هاتفية من إدارة المستشفى تبلغهما بخبر نزل كالصاعقة الكبرى على رأسيهما، وأخبروهما بمصرع طفلهما داخل الحضانة.
أسرعت أسرة الطفل إلى المستشفى لمشاهدة طفلها، وكانت الأسرة تعتقد بأنه توفى نتيجة مرضه، وحاولت إدارة المستشفى أن تخفى الحقيقة، ولكن اكتشفت أسرته وجود حروق فى أماكن متفرقة من جسد الطفل ولقى مصرعه حرقا داخل الحضانة، تشاجرت الأسرة مع الإدارة، وذهبت إلى قسم شرطة الوراق، واتهمت المستشفى بالإهمال والتسبب فى مقتل الطفل.
وقال والد الطفل ويدعى ميلاد ل«البوابة»، إنه بعد أن ترك طفله فى الحضانة بعد إصابته بالصفرا فى الساعة العاشرة مساء، تلقى مكالمة هاتفية فى الساعة 6 صباحا تفيد بوفاة الطفل، وكان يعتقد أن الوفاة طبيعية، وتعمد الأطباء إخفاء الحقيقة، ولكن عندما استلمت جثة طفلى وجدتها محترقة، وعلمت أنه لقى مصرعه احتراقا داخل الحضانة بسبب زيادة درجة الحرارة، بسبب تقصير طاقم التمريض، ورغم علمهم أن الحضانة كان بها بعض الأعطال، وضعوا «أبانوب» بها، وازدادت درجة الحرارة داخل الحضانة، ولم تفصل حتى أحرقت جسده وأصيب بهبوط حاد بالدورة الدموية نتيجة تفتت عضلة القلب، وأنها ليست أول مرة تحدث، بل احترق طفل به من قبل، والمستشفى به تقصير من قبل الأطباء والممرضات وإهمال للمرضي، وأنه يريد حق طفله، ويريد محاسبة المقصرين، والحكم عليهم، حتى يكونوا عبرة لغيرهم، مشيرًا إلى أن ملائكة الرحمة أصبحوا ملائكة الموت.
وتلقى ضباط مباحث قسم شرطة الوراق بلاغا من «ميلاد. م» (28 عاما) عامل، يتهم مستشفى الوراق بالإهمال الطبى والتسبب فى وفاة طفله الرضيع، وعلى الفور انتقل ضباط المباحث لمكان الواقعة، وتبين وجود جثة طفل يبلغ من العمر 7 شهور، متوفى نتيجة حروق متفرقة فى أماكن متفرقة من جسده داخل الحضانة، وبعمل التحريات تبين أن الطفل أثناء وجوده فى كبسولة الحضانة احترق نتيجة الحرارة الزائدة، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق، وانتقل فريق من النيابة إلى مستشفى الوراق للتحقيق مع الإدارة وطاقم التمريض، والتوصل للمتهمين.