عام كامل من القهر والعذاب عاشه الشعب البورسعيدي ، والمصري عامة ، في ظل حكم جماعة الإخوان "المحظورة" أو بأسلوب أدق (مكتب الإرشاد) .. تاريخ بورسعيد معروف ومضيء ، عُرفت بالباسلة واشتهرت بالوطنية ، هنا احتفالية خاصة بها على طريقتنا بمناسبة عيده القومي الذي يحل اليوم 23 ديسمبر ، .. نكشف من خلالها كيف كانت فترة حكم الإخوان للبلاد وكيف صارت بعد أن ساهمت في عزل مرسي وإسقاط احتلال الجماعة للبلاد . هنا يعلق الفنان محمد الحديدي على ذلك رابطا بين الاحتلال البريطاني على بورسعيد والاحتلال الإخواني عليها قائلا : "ينتظر البورسعيدية بفارغ الصبر قدوم شم النسيم ، بورسعيد اختصت نفسها بفعليات خاصة في هذا اليوم.. منذ جلاء الاحتلال الإنجليزي عن بورسعيد والذي أعقبه وبالمصادفة يوم عيد شم النسيم تفتق ذهن البورسعيدي الخلاق عن عمل دمية للورد اللمبي المبعوث السامي البريطاني وتم زفها بالدفوف والطبول وبالأغاني الشعبية على أنغام السمسمية وانتهت الزفة بوضع الدمية(اللمبي) وسط أكوام القش والأقفاص وإشعال النار فيها والصبية تحوطها في طابور يلتفون حول النار وهم يغنون شامتون " " ويكمل الحديدي : " .. وأصبحت عادة بورسعيدية منذ هذا الحين خالصة ، وفي كل عام يبدأ البورسعيدية في كل شارع وكل حارة يتشارك أهلها في التفكير وعمل دمية لأكثر الشخصيات كرها سواء إقليميا أو دوليا.. ". ويضيف : " من الآن بدأ البورسعيدية في الإعداد للاحتفال بعيد شم النسيم والمزاج العام يتوجه نحو عمل دمى لمرسس وبديع والشاطر وحجازي والبلتاجي وغيرهم من المتأسلمين الخونة" ، ويؤكد الحديدي ، من هنا يتضح الدور الرئيسي الذي قامت به بورسعيد لانطلاق ثورة 30 يونيو التي كتبت كلمة النهاية في فيلم "الإخوان في مصر " " . وتابع : " عندما كان يحاول الرئيس المعزول أخونة مؤسسات الدولة منذ توليه زمام البلاد في 24 يونيو 2012 ، وحدد لنفسه برنامجا يحقق فيه المطالب الرئيسية للشعب المصري خلال ال " 100 يوم " لكن سرعان ما تأتي الأقدار بحوادث جمة لم تشهدها البلاد من قبل كحادث جنود رفح واستشهاد 17 من خيرة أبناء مصر وحوادث القطارات التي وصلت إلى 10 حوادث نتج عنها عشرات الضحايا وانهيار للعقارات التي نتج عنها أيضا قتلى وجرحى ، وهذه ما كانت إلا جزءا من كل ما في جعبة الإخوان المتأسلمين وتأتي المدينة الباسلة لتكون مساهمة في حصيلة الضحايا على أيدي أعضاء هذه الجماعة المحظورة من أبنائها أحفاد 56 ، ويضيف : " ما كانت انطلاقة الثورة في 30 يونيو من بورسعيد من فراغ ، فقد جاءت بعد عناء وجوع وظلم من البورسعيدية في عهد الإخوانجية " . . وأوضح : " كانت لبورسعيد خطة مخصصة من الجماعة المحظورة لما تتمتع به المدينة الباسلة من موقع استراتيجي هام وسوق تجاري عالمي غير أنها فوق ذلك كانت نسبة تصويتها للفريق أحمد شفيق أعلى من نسبة تصويتها للدكتور محمد مرسي المعزول ؛ بدأت الحكومة الإخوانية في قمع الشعب البورسعيدي الذي أثبت أنه لا يأتي بالقمع والقهر ؛ قائلا : " هذا هو الشعب الذي تصدى لعدوان على مصر ضم أعظم 3 دول بالعالم ، وكان التضييق على الحركة التجارية بالمحافظة استمرارا لسياسة العهد السابق (مبارك) ." وقال الحديدي ، أن المواطن البورسعيدي لم يشعر بالثورة المصرية في عهد الإخوان ، وبعد ذلك اتضحت الرؤية من مكتب المقطم والذي أراد تدريجيا أن ينسج الخيوط القطريةالأمريكية داخل أهم شريان للحياة بالأرض المصرية ألا وهو المجرى الملاحي لقناة السويس عن طريق مشروع "إقليم محور قناة السويس" والذي قال عنه النائب السابق عن حزب الوفد محمد جاد : إن المؤامرة القطرية كبيرة لا تشمل قناة السويس فقط بل إن المخطط الصهيوني الأمريكي يحاول السيطرة على القناة وإنشاء غزة الكبرى وينفذ هذا المخطط على الأرض الإخوان وحماس وقطر ، لذا جاءت قرارات المعزول ضمن المؤامرة القطرية على مدن القناة للسيطرة على هذه المنطقة وعزلها وتنفيذ المشروعات من خلال ترهيب مدن القناة بشبح الفقر والجوع وتقديم لهم الحل في طرح الاستثمارات التي يرى الإخوان فيها حلا للأزمة الاقتصادية وفي الوقت نفسه تهيمن قطر ومن ورائها الكيان الصهيوني على القناة من خلال هذه المشروعات . ويستطرد الحديدي " .. وتبدأ تضحيات شباب المدينة الباسلة من 26 يناير 2013 في جلسة النطق بالحكم في القضية التي أثارت جدلا بالشارع المصري وتتجه فيها أصابع الاتهام الآن إلى القيادي بجماعة الإخوان الدكتور محمد البلتاجي ألا وهي "مذبحة بورسعيد" كما أطلق عليها النظام الإخواني ليثبت التهمة على الشعب الباسل وترتدي بورسعيد الرداء الأسود من حينها إلى 3 يوليو لحظة عزل الفريق السيسي للرئيس مرسي ؛ كانت بداية التضحية 42 شابا من خيرة شباب بورسعيد والتي لم تثبت الأدلة الجنائية أنهم من ذوي المعلومات في محاولة من النظام بأن يجعل البورسعيدية كبش الفداء لجرائمه المتلاحقة ، ويخرج المعزول في القنوات العالمية يحيي رجال الشرطة الذين قتلوا أبناء بورسعيد ويبرز كذبا أن أحفاد 56 استخدموا الأسلحة الثقيلة في وجه طائرات القوات المسلحة وكأنه تعود على هذا المشهد من قبل في رؤية قواته الحمساوية في سيناء تتصدى للجيش المصري ، وبذلك تكون البداية لانتفاضة الشعب البورسعيدي أمام القوى الإخوانية " . . ويضيف الفنان محمد الحديدي : " تأتي الخطط الإخوانية ببداية انتفاضة الشعب البورسعيدي من مظاهراته لإسقاط النظام ، ويتوجه أهالي بورسعيد وأهالي شهداء النظام الإخواني إلى فكرة العصيان المدني والتي طبقتها بورسعيد للمرة الأولى بالحياة المتمردة للشعب المصري منذ انطلاقة ثورة يناير لتأتي الفكرة بثمارها ويستجيب أغلب أبناء المحافظة باستثناء بعض المصالح الحكومية المتأخونة ، ويفرض حينها المعزول حظر التجوال على المدينة الحرة التي أبت أن تنفذه ؛ كانت الشوارع تخلو من المارة في أوقات التجوال وتمتلأ بالآلاف من البورسعيدية في أوقات حظر التجوال لتعلن المدينة بأعلامها البورسعيدية أنها منعزلة عن هذا الحكم الإخواني ولا سلطة للإخوان في حكم المدينة الباسلة وتتوالى المعارضات من بورسعيد للإخوان وينغلق الإخوانجية على أنفسهم بالمحافظة حتى جاءت تمرد لتدعم هذا الفكر الثائر لدى المواطن البورسعيدي لتلقى قبولا لا مثيل له بأية محافظة أخرى ، وباقتراب يوم 30 يونيو تنقسم المحافظة لمشهدين الأول : مشهد ميدان الشهداء (المسلة) والذي اكتظ بخيم ثوار الميدان والأحزاب السياسية والحركات الثورية واللافتات المؤيدة للجيش المصري وتفويضه لإدارة البلاد ، المشهد الثاني ، هو لميدان مسجد التوحيد الذي امتلأ بالإخوان ومؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي ، وبعد أن أتت المركب بما لا يشتهي الإخوان وعزل "السيسي " مرسي ؛ كانت تخرج مسيرات الإخوان في حالة هياج وتحدث اشتباكات مع مؤيدي السيسي تصل إلى حد إطلاق النيران وبتصاعد حدة الأمور وبعض فض اعتصامي رابعة والنهضة وأحداث المنصة التي سقط فيها 13 من مؤيدي المعزول ضحايا ببورسعيد وأثناء تشييع أول جنازة تتحول سلسلة قمع الإخوان إلى عنف الإخوان بالمدينة الباسلة في أثناء عودة أنصار المعزول من تشييع الجنازة ببورفؤاد بعد رفعهم أعلام القاعدة بالمعديات في المجرى الملاحي لقناة السويس وإطلاق نيران كثيفة على أفراد شرطة بجوار كنيسة في شارع محمد علي " ويتابع : " باعتراض بعض الأهالي على ما حدث من إطلاق نيران على الكنيسة تأتي الكارثة ويتقابل الأهالي مع أنصار المعزول وجها لوجه ليلقى "اثنين " من شباب الباسلة مصرعهم وتتزايد الحصيلة يوما تلو الآخر " . . من جانبهم و" الحديدي لايزال يسرد" ، أصر مؤيدو المعزول على موقفهم من خروج للمسيرات رغم ما ينتج من عنف إلى أن بدأت قوات الجيش والشرطة في القبض على جميع العناصر والقيادات الإخوانية المتواجدة بالمحافظة ، وحينها ظهر الإرهاب الأسود بالمدينة الباسلة وبدأت العناصر الإرهابية في نشاطها باصطياد جنود وضباط الجيش والشرطة وبالأخص رجال الأمن الوطني حتى وإن كانوا بالمعاش لتكن الحصيلة 4 جنود وضابط ورقيب غير المدنيين الذين لقوا مصرعهم من المؤيدين والمعارضين في اشتباكات المسيرات المؤيدة للمعزول ، ورغم كل ذلك وهذا الحصاد الأسود لعام ملون باللون الأسود لرداء أمهات الشهداء وباللون الأحمر لدماء الشهداء الأبرياء وباللون الأبيض لأمل الشعب في الغد الأجمل ؛ قائلا : " أن شعب بورسعيد ودود وطيب لكن لا ينسى من احتلوه أو حاولوا احتلاله ، وبروح الوطنية يستعيد هذه الأيام أمجاد أجداده بجلاء الاحتلال عنها وتصبح الفرحة فرحتان الأولى : بأعياد النصر والثانية بجلاء الإخوان عن بورسعيد . " .