بحث رئيس تونس الباجي قايد السبسي مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، العلاقات الثنائية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير المشروعة، وتطورات الأوضاع في ليبيا. جاء ذلك خلال لقاء السبسي وميركل اليوم بكوت ديفوار، على هامش فعاليات القمة الإفريقية الأوروبية في دورتها الخامسة بأبيدجان. وأعرب السبسي - خلال اللقاء - عن ارتياحه لمستوى التعاون المميز بين البلدين، وتقديره الكبير لمواقف ألمانيا الداعمة والمساندة لمسار الانتقال الديمقراطي في تونس، مشددا على الأهمية التي توليها بلاده لدعم علاقاتها مع ألمانيا خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تواجه فيها تونس تحديات اقتصادية واجتماعية وأمنية كبيرة تقتضي دعما استثنائيا من الحكومة الألمانية وانخراطا أكبر من القطاع الخاص الألماني للاستثمار في تونس، مع تشجيع التدفق السياحي الألماني إلى بلاده. وأشاد رئيس تونس بالمساعدات التي قدمتها ألمانيا إلى بلاده، في إطار الآلية المنبثقة عن مؤتمر مجموعة العشرين حول الشراكة مع إفريقيا، مرحبا - في هذا السياق - بتوقيع الجانبين التونسي والألماني /أمس/ في أبيدجان على اتفاقية قرض تمنح بموجبها الحكومة الألمانية دعما ماليا لميزانية الدولة التونسية بقيمة 300 مليون يورو موزعة على ثلاث سنوات، إضافة إلى تخصيص مبلغ 165 مليون يورو لدعم قروض تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة، إلى جانب موافقة السلطات الألمانية على مبدأ تحويل جزء من الديون التونسية المستحقة إلى مشاريع تنموية. وأكد السبسي أن تونس تعول على جهود أصدقائها، وفي مقدمتها ألمانيا لدعمها بعد النجاح في تحقيق الانتقال الديمقراطي، والسعي إلى كسب تحديات الانتقال الاقتصادي، مشيرا إلى تطلع بلاده إلى تعزيز تعاونها مع ألمانيا والاستفادة من تجربتها خاصة في مجال التدريب المهني الموجه للشباب ودمجه في سوق العمل. من جانبها، أكدت ميركل دعم ألمانيا واهتمامها بنجاح التجربة التونسية، مشددة على التزام السلطات الألمانية بمواصلة تقديم الدعم اللازم لتونس لمجابهة مختلف التحديات الاقتصادية والاجتماعية ومقاومة الإرهاب. وأشارت ميركل إلى أن بلادها ضاعفت حجم مساعداتها التنموية لتونس منذ عام 2011، مبدية استعداد الجانب الألماني في القطاعين الحكومي والخاص لمواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات، ودعم تونس كوجهة اقتصادية وسياحية واعدة في المنطقة.