شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأربعاء، احتفال وزارة الأوقاف، بذكرى المولد النبوي الشريف، في قاعة مؤتمرات الأزهر، بحضور الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور مصطفى مدبولي القائم بأعمال رئيس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية. كما حضر الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بالإضافة إلى عدد من الوزراء وسفراء الدول الإسلامية والعربية في القاهرة، ولفيف من علماء الأوقاف والأزهر. مكافحة الإرهاب وألقى "السيسي" كلمة حول مختلف القضايا التي تهم العالم الإسلامي، خاصة ما يتعلق بسبل التصدي للإرهاب، ورفض كل الأديان السماوية لجميع أشكال التطرف، وضرورة الوقوف صفا واحدا للتصدي للإرهاب الذي لا دين له ولا وطن. وأكد أن مصر واجهت خلال السنوات الماضية، حربا مكتملة الأركان تسعى إلى هدم الدولة واستنزاف جهودها، للحيلولة دون استقرار الوطن وازدهاره، مشيرا إلى أن تلك الحرب تقودها فئة تتوهم بأن الشعب المصري سيتوقف عن المضي قدما في مسيرة البناء والتنمية، وتدعم تلك الفئة الباغية قوة خارجية تمدها بالسلاح والأموال والعناصر الإرهابية، سعيا من تلك القوى بفرض هيمنتها على المنطقة وإثناء مصر عن القيام بدورها الإقليمي الذي لا يهدف سوى لترسيخ الأمن والاستقرار وتسوية ما يشهده الشرق الأوسط من أزمات، بهدف أساسي وهو إنهاء المعاناة الإنسانية التي أنهكت شعوب المنطقة وإفساح المجال لتحقيق تنمية حقيقة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا". وقال: "اسمحو لي أن أتوقف أمام المقدمة التي تناولتها، أنتم جميعا في نظري تمثلون كتائب النور التي وجب عليها صراحة أن تنزع الظلام الذي نراه اليوم". الخمسين سنه الماضية وتابع: إنه "خلال السنوات الخمسين الماضية كانت تأتي ضربة كل خمس سنوات، وتم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة"، ووجه حديثه للأئمة والعلماء قائلًا: "أنا لا أتحدث إليكم لنقنع المتطرفين ولكن حتى تحافظوا على المعتدلين، أتحدث إليكم لكي تحافظوا على الشعب المصري وشبابه وشاباته حتى لا يتأثروا بهذه الأفكار". 250 مليار دولار لإعادة إعمار سوريا وأضاف السيسي، أن هذه الأفكار المتطرفة لا تقود شعوبا، ولا أمما ولا حضارات، نحن نتحدث عن 12 دولة عانت سنينا طويلة من هذا الأمر، "انظروا إلى ما حدث في أفغانستان وباكستان، وما رأيكم فيما يحدث في العراقوسوريا وما حال الصومال اليوم؟، وما الموقف في ليبيا؟، ونتساءل متى ستعود هذه الدول؟". وقال: "إن المطلوب لإعمار سوريا على الأقل 250 مليار دولار، من كان يستيطع أن يقوم بهذه المهمة ويدمر هذه الدولة بهذا الشكل، لا يوجد أي جيوش في العالم تقدر أن تفعل ذلك". تكليف جديد بمحاربة الإرهاب وكلف الرئيس السيسي، الفريق محمد فريد حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، باستعادة الأمن والاستقرار في سيناء. وقال: "خلال 3 شهور تستعيد مصر بفضل الله سبحانه وتعالي، وبجهدكم وبتضحيتكم أنتم والشرطة المدنية، الاستقرار والأمن، وتستخدموا كل القوى الغاشمة.. كل القوى الغاشمة.. فرجال القوات المسلحة والشرطة عازمون على مواصلة الحرب ضد الإرهاب، حتى اقتلاعه من جذوره، وواثقون في أن الله سينصرنا بإذنه وتعالي". وأضاف: "أنتم معنيون بالحفاظ على بلادنا، بل والمجتمع كله معني بالحفاظ على الأمن الاستقرار، فلدينا 100 مليون نسمة في مصر.. إن الأمن والاستقرار لا يأتي أبدا بالجيش والشرطة فقط، لكن بالمجتمع كله فهو من يقوم بهذا الدور". الانحراف عن منهج الأنبياء وألقى شيخ الأزهر كلمة بهذه المناسبة، تناول فيها الدروس المستفادة من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وكيفية الاهتمام بالقيم والأخلاق الكريمة التي أسسها النبي صلى الله عليه وسلم، وسبل ترجمتها في سلوكنا وحياتنا. وذكر قول النبي "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ووصفه لنفسه "أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة"، بعد أن قال الله عنه "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". وقال شيخ الأزهر: "إن الانحراف عن منهج الأنبياء يكونبإنكار الدين ومحاربته والدعوة إلى الإلحاد والكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر يكون الانحراف أيضا بصورة أشد خطرا وأكثر فتكا وأعتى تخريبا بانحراف جماعة شاذة شاء لها خيالهم المريض أن يتصوروا أنفسهم أوصياء على الناس وأنهم وكلاء الله في الأرض وهم وحدهم القائمون على فهم الدين وتفسيره". وأضاف أن الجماعات الإرهابية على اختلاف تسمياتها فإنها تنطلق من اعتقاد خاطئ يبرأ منه الله ورسوله والمؤمنون، موضحا أن هذا الاعتقاد هو أن من لا يعتقد معتقدهم من المسلمين فهو كافر وأن الكافر مستباح الدم والمال والعرض. أحداث مسجد الروضة ووصف شيخ الأزهر، حادث مسجد الروضة بأنه بشع وشنيع، وأن تنفيذه من الوضاعة والخسة والدناءة، مشيرا إلى أن صدوره غير متوقع لا من الإنسان ولا حتى الوحوش في الغابات. وتابع: "هذا الرصاص الذي حصد أرواح المصلين بالمسجد، هو في المقام الأول حرب على الله ورسوله وتحد له سبحانه في عقر بيت من بيوته، لافتا إلى أن هؤلاء المجرمين ليس أول من نفذ مثل هذه الجرائم في بيوت الله. واختتم شيخ الأزهر كلمته قائلًا: "باعتذار كله حياء وخجل واستحياء منك يا سيد المرسلي ويا سيد الأنبياء ويا سيد الناس، اعتذاري إليك إن تطاول على مقامك الرفيع في ذكراك العطرة، قلة من الجهلة وقساة القلوب والخارجين على نهجك القويم، والذين لم تزدهم جرائمهم إلا بعدا منك ومن دينك ومن شريعتك، فعذرا رسول الله عن هذا التطاول وهذه الإساءة وسوء الأدب والعبث برسالتك السمحة، وغدا سيعلم المفسدون في الأرض حين يحرمون شفاعتك يوم القيامة أي منقلب ينقلبون". نشر صحيح الدين فيما تناول وزير الأوقاف - في كلمته - الجهود التي تقوم بها الوزارة لتدريب وتأهيل الأئمة والدعاة لنشر صحيح الدين وكذلك التأكيد على رفض الإسلام للتطرف والعنف، وكشف خطته للتصدي إلى الفكر المنحرف، بالتعاون مع الأزهر الشريف وكل الإفتاء وكل مؤسسات الدولة. وأكد أنه يجدد باسم قيادات الأوقاف والأئمة، تفويض الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواجهة قوى التطرف والإرهاب والشر. وقال: "إنني أوجه التهنئة للجميع بذكرى ميلاد النبي الكريم (ص)"، مضيفا أننا في وقت عصيب يحتاج إلى صدق مع الله وصدق مع الوطن وصدق مع النفس، ولا نقول كما قال بنو إسرائيل لسيدنا موسى عليه السلام "إذْهب أَنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون" ولكن نقول كما قالوا قدوتنا للنبي الكريم "اذهب أنت وربك فقاتلا أنا معكما مقاتلون".