أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي حرص رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على استمرار وضع الأشقاء في الدول العربية في صورة تطورات الاوضاع فيما يتعلق بالمسار التفاوضي الفلسطيني الإسرائيلي. وقال المالكي، في تصريحات له اليوم الأحد، أن عباس وضع الجميع خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة في صورة تطور هذه الأوضاع التفاوضية وذلك حتى لا تكون مصادر المعلومات بالنسبة للدول العربية هي فقط الإدارة الأمريكية أو ما يتم تداوله من أخبار صحفية مصدرها في الأصل إسرائيلي. وأشار إلى ضرورة وجود توازن في مصدر هذه المعلومات من أجل الحصول على الدعم العربي المطلوب في الموقف الفلسطيني التفاوضي ، ولهذا السبب كان لابد من هذا اللقاء بالجامعة العربية الذي يأتي انسجاما مع الموقف الفلسطيني. وأضاف المالكي أن وزراء الخارجية العرب تحدثوا عن غياب أي تقدم في العملية التفاوضية خلال الأربعة أشهر الماضية أو أكثر، وإلى ما تقوم به إسرائيل من تعطيل للعملية التفاوضية من خلال عمليات القتل بدم بارد والاستيطان وتهجير السكان واقتحامات الأقصى وبالتالي حملت تلك الدول إسرائيل مسؤولية إعاقة عملية السلام. وتابع المالكى قائلا " إن وزراء الخارجية طالبوا الإدارة الأمريكية راعي المفاوضات بتحمل المسؤولية وإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف كافة الأنشطة الاستيطانية لكي يتم منح المفاوضات فرصة للوصول إلى تلك التسوية النهائية التي يجب أن تشمل كافة قضايا الوضع النهائي بما في ذلك القدس والحدود والمستوطنات والأمن والمياه والإفراج عن الأسرى". وأوضح أنه بعد الاستماع لمداخلة رئيس السلطة الفلسطينية ، تم تكليف وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز وهو الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية بضرورة توجيه رسالة خطية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري لتأكيد الموقف العربي تجاه حل القضية الفلسطينية. واكد المالكي أهمية تلك الرسالة التي تم فيها التأكيد على المواقف الثابتة للدول العربية في القضية الفلسطينية وتحديد مرجعية عملية المفاوضات وضرورة وقف النشاط الاستيطاني وأن الدول العربية لا تقبل ما ترفضه فلسطين ، موضحا أن هذا الأمر يدعم بالتالي الموقف الفلسطيني التفاوضي ويعززه أمام كل الضغوط التي تمارس حاليا. وقال وزير الخارجية الفلسطيني إن كيري لم يقدم أي خطة رسمية للجانب الفلسطيني أو لغيره، وإنما محاولات لاستكشاف المواقف الفلسطينية من بعض الأفكار ليس أكثر، مضيفا "تحركنا سريعا من خلال رسالة بعثها عباس للرئيس الأمريكي باراك أوباما يحدد فيها الموقف الفلسطيني بشأن ما يمكن قبوله وما هو مرفوض كحالة استباقية". وأشار إلى أنه حتى هذه اللحظة لم تقدم الإدارة الأمريكية أو كيري أي ورقة رسمية تحدد الموقف الأمريكي من العملية التفاوضية أو أي مقترح يحاول أن يوضح التصور الأمريكي من طبيعة الحل في هذا السياق، لذلك لا يمكن القول أن الجانب الفلسطيني يرفض المقترح الأمريكي أو يقبله لأنه لم يحصل عليه في الأصل. وأوضح المالكي أنه ثمة حديث عن إمكانية تقدم الإدارة الأمريكية وكيري بمثل هذا المقترح في الشهر القادم أو الذي يليه، وبالتالي ما حدث ليلة أمس في اجتماع القاهرة هو "حالة استباقية" للتأكيد على تبني الدول العربية للموقف الفلسطيني فما هو مقبول فلسطينيا يكون مقبولا أيضا عربيا والعكس.