لمدينة رشيد العديد من البطولات على مر التاريخ، والتي وثقت بعضها كاميرا الفيلم التسجيلي، والتي يُعد فيلم «رشيد» للمخرج على الغزولي أبرزها، وثق «الغازولي» خلاله لمعالم المدينة التاريخية وما تحتويه من مبان إسلامية فريدة الطابع نادرة الطراز إلا من القاهرة التاريخية. وفي معرض وصفه للمدينة يصل «الغزولي» إلى نهاية القرن الثامن عشر، وتحديدًا عام 1889 وقت دخول الحملة الفرنسية إلى رشيد فيقول: «الأسطول الفرنسى يقترب من شواطئ مصر، جنود الحملة يحتلون الإسكندرية، ويزحفون على القاهرة، نابليون بونابرت على رأس الحملة الفرنسية، ليرى على مشارف القاهرة أهرام مصر، ويقول لجنوده عند أقدام أبو الهول: «إن أربعين قرنًا من الزمان تطل عليكم اليوم»، وفي رشيد يعثر «بوشار» أحد ضباط الحملة الفرنسية على الحجر، الذي صار الأساس لقراءة آثار مصر القديمة، وبه عرف العالم أسبقية المصريين إلى ترشيد حكامهم، إنه حجر رشيد، تلك الوثيقة التي تشيد بسعي بطليموس الخامس لاسترضاء شعب مصر، دون نصها بلغات ثلاث: الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية، وعكف شامبليون عالم اللغات الفرنسي على طلاسم الأشكال والحروف ومغاليق اللغة التي نقشتها يد المصري القديم على الحجر، يحاول بعلمه استجلاء غوامضها، حتى كشفت له الرموز عن أسرارها، ونطقت سائر أحجار مصر القديمة بآيات الفكر والمعرفة، وتفتح صفحات طواها الزمان قرونًا عديدة، تروي قصة أول حضارة عرفها الإنسان نبتت على ضفاف النيل هنا على أرض مصر. كما يعود المخرج يوسف أبو سيف إلى التاريخ القديم للمدينة من خلال فيلمه «رشيد.. مدينة تتنفس التاريخ»، ليحكي عن «رخيت» التي عرفها المصري القديم، والرخيت كانت تطلق على سكان الدلتا القدماء قبل الوحدة السياسية قبل سكان الشمال والجنوب، وقد اشتهرت بصناعة العجلات الحربية. وفي العصر القبطي أطلق عليها «رشيت»، حتى جاء الفتح الإسلامي وتحول الاسم إلى رشيد، صاحبة الموقع الفريد في عالم البطولة على مر العصور، ففي 29 من مارس 1807 ميلادية، تحصن الأهالي في منازلهم وبدت المدينة وكأنها خالية، وراح جنود الحامية الإنجليزية يمبخترون داخل الحواري والأزقة حتى انطلق صوت المؤذن مدويًا «الله أكبر» لتموج الأرض من فوقهم ومن تحتهم، وكان هذا موعد أهل رشيد، المدينة التي قهرت إمبراطورية نابليون.