«أهرام، أخبار، جمهورية، اطحن بن وولع نار، دا احنا يا واد بنبيع أخبار، والجورنال من إيدنا حنين»، لا ننسى تلك الأغنية التى بصوت الفنانة «ماجدة الصباح» فى فيلمها «بائعة الجرائد» بالستينيات، عاصر التوقيت نفسه قصة واقعية، لفتاة تبيع هى الأخرى الجرائد مع زوجها الصبى بشوارع المدينة، مر أكثر من 40 عاما وما زالت «أم حسن» تقتات من بيع الجرائد هى وأحفادها ال 6 وأبناؤها ال 3، فتلك مهنتها التى لا تعرف سواها. «أم حسن» المرأة الستينية التى قضت ثلثى عمرها ببيع الجرائد تقول: «بقالى أكتر من 40 سنة ببيع جرايد، كنت بلف بالجرايد فى الشوارع أنا وجوزى فى أول حياتنا، لحد ما ربنا كرمنا واشترينا كشك، وتابعت قائلة، والله زمان كان لها حسنة حلوة ومكسب عالى، إنما النهاردة يا دوب الجاى على قد اللى رايح، وغير اللى بدفعه لمؤسسة الأهرام والمرافق، ومصاريفنا هدة حيل». وقالت «بائعة الجرائد»: «بيع الجرايد بقاله مواسم، أيام الامتحانات وماتشات الكورة الأعداد بتتسحب كلها، لكن باقى الأيام بنقعد ننش والمرتجع كتير، وأوضحت السبب قائلة: «زمان الشباب والعواجيز كانوا بيقروا الجرايد، إنما دلوقتى موظفين المعاش المسنين هما اللى بينفعونى، والشباب بيقروا من على النت، وما عادوش بيحبوا القراية». وعن أمنيتها تقول: «نفسى فى عمرة أمسح بيها سنين الشقى، بقالى 40 سنة بنزل الشارع الفجر وأرجع المغرب، ما بشوفش حيطان البيت إلا على النوم، أنا ماليش شغلانة آكل منها عيش أنا وعيالى غيرها».