قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن إسرائيل تواجه معضلة مع المهاجرين الأفارقة الذي يأتون إليها، وإن الدولة التي بناها اللاجئون اليهود تواجه صعوبة مع أكثر من نصف مليون مهاجر إفريقي دخلوا البلاد بطريقة غير شرعة، هربًا من المجاعات والعبودية والحروب الأهلية. وتضيف الصحيفة أن السلطات في إسرائيل تحتجز 3300 مهاجر غير شرعي في مأوى خُصص للمهاجرين، حيث تتم محاصرتهم ومنعهم من الخروج أو البحث عن عمل، وأن إسرائيليين لا يريدون أن يتم ترحيل المتسللين كما يطلق عليهم، وأن الحكومة لا تريد لهم البقاء. وتضيف الصحيفة أن المشكلة في المهاجرين بالنسبة إلى إسرائيل أعقد منها في أمريكا وأوروبا بسبب الدين، وأن الدولة اليهودية تربح باليهود من جميع أنحاء العالم الذين يريدون أن يذهبوا إلى إسرائيل، وتقدم لهم الدعم السخي والتدريب اللغوي لتخفيف طريقهم. وقد استوعبت إسرائيل عشرات الآلاف من اليهود من إثيوبيا على مدى العقود الثلاثة الماضية، وأنفقت المليارات من أجل إدماج الأشخاص الذين كانوا يعيشون أسلوب حياة بدائية في الحياة والمجتمع ذي التكنولوجيا الفائقة. وتضيف الصحيفة أن المشكلة تكمن في أن "الأفارقة الذين يتدفقون على إسرائيل في السنوات الأخيرة هم مسلمون ومسيحيون، يأتون إلى أرض غارقة في الصراع بين العرب واليهود. ويقول مسئولون هنا إن إسرائيل هي جاذبية خاصة للمهاجرين من إريتريا والسودان وبلدان إفريقية أخرى، لأن إسرائيل هي الديمقراطية على النمط الغربي". وقد حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تدفق الأفارقة، وقال إنه يمكن أن يعرض قدرة إسرائيل على البقاء للخطر، على حد سواء اليهودية ودولة ديمقراطية. وتضيف الصحيفة أن المشرعين في إسرائيل قاموا بتمرير تشريع من شأنه احتجاز المهاجرين في مراكز الاحتجاز لمدة تصل إلى 3 سنوات. ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن الحكومة تقوم بعمل مفاوضات مع إثيوبيا للموافقة على استضافة جزء من المهاجرين. وتضيف الصحيفة أن عدة مئات من المهاجرين يسيرون عبر الصحراء إلى القدسالمحتلة وتل أبيب احتجاجا على ذلك، وطالبوا إما باللجوء أو لتسليمهم إلى وكالة اللاجئين الدولية، وألقى القبض على العشرات، وقالت إن 90 في المئة من المهاجرين الأفارقة يأتون من إريتريا والسودان، وهي الدول التي بها المناطق التي تعاني من إبادة جماعية، وهم يعبرون الحدود بطريقة غير شرعية، وبمساعدة من المهربين، من خلال إثيوبيا وليبيا ومصر. وتضيف الصحيفة، أن إسرائيل قامت في عام 2012 ببناء سياج مزود بالتكنولوجيا الحديثة على طول الحدود مع مصر، لمواجهة الهجرة غير الشرعية، لكن قد عبر قبلها الآلاف من المهاجرين الذين ما زالوا موجدين في إسرائيل. ويعيش عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين في شقق مزدحمة في جنوب تل أبيب، حيث تمتلئ الشوارع في الليل بالرجال الأفارقة، ويشكو الإسرائيليون من مشكلات جديدة مع الجريمة والفقر.