قال أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية: إن مسألة إعادة ترسيم الحدود في المنطقة تمثل تهديدا خطيرا للغاية للدولة الوطنية التي ظهرت في النصف الأول من القرن العشرين. جاء ذلك خلال لقاء أبوالغيط اليوم الأربعاء مع وفد أكاديمية ناصر العسكرية العليا في مصر لدارسي دورة الدفاع الوطني رقم 47، والذي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية - قطاع الشئون العربية والأمن القومي. واعتبر"أبو الغيط"، خلال اللقاء، أن الدولة الوطنية في المنطقة فشلت في تحقيق التوازن السياسي والاجتماعي الداخلي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن سوريا فشلت في حماية الدولة الوطنية بسبب هيمنة من حزب وزعيم قرر ألا يشرك أحد في العمل الوطني. وشدد "أبوالغيط" على أنه يجب الحفاظ علي الدولة الوطنية وإعادة بنائها بما يتواكب مع متطلبات الوضع الديمقراطي وحق الجميع في المشاركة. وأكد أبوالغيط أن إيران وجدت الأرض متاحة لتدخلات سياسية وعسكرية على الأرض العربية سواء في الخليج العربي في الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية، كما أن هناك تدخلات لإيران في سوريا عن طريق جماعات مسلحة تستغل الأزمة من أجل بسط نفوذها. وتابع أبوالغيط: "لا يجب أن يخفي على أي عربي أن إيران تعطي لنفسها حقوق تسميها الدفاع عن الأقليات الشيعية في الوطن العربي"، متسائلا: من أعطاهم هذا الحق فهذه أقليات عربية ويتحدثون اللسان العربي، فكيف تدافعون عنهم بأي حق وضد من؟ وجدد "أبوالغيط" التأكيد على أن إيران تمثل تهديدا ويجب أن تصل لها رسالة واضحة أن العرب يرفضون هذا النهج. وقال أبوالغيط: إن تركيا تصورت أن هناك تهديدات لأراضيها فتصرفت وكأنها صاحبة سيادة على أرض العرب، ولا يجب ذلك، وهي ساهمت في خلق هذه الأوضاع في جنوب حدودها أو شمال الأراضي العربية المجاورة لها. من ناحية أخرى، اعتبر أبوالغيط أن العرب لم يحسنوا القرار بالسماح لحلف شمال الأطلنطي "الناتو" في العام 2011 بضرب ليبيا، مشيرا إلى أنه كان هناك تدبير غربي لذلك وكان يجب الحذر في مسألة السماح للمجتمع الدولي بذلك. وتابع أبو الغيط:" كان يجب أن يكون ذلك في اطار خطة شاملة ودورية ذات استمرارية بحيث لا ينتهي التغيير، وعدم وضع الأمر في اطار يسفر عن الشرذمة التي تعاني منها ليبيا الآن". وأشار إلى أن القوى الغربية استغلت الأوضاع العربية في فترة الفوضى عامي2011 و2012، منبها إلى خطورة الأوضاع في ليبيا والتي تهدد دول الجوار ومنها مصر وتونس والجزائر.